الحمل هو فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، ومن بين التغيرات التي قد تواجهها النساء خلال الحمل هو التورم، والذي يُعد جزءًا طبيعيًا من هذه التجربة، خاصةً في الأشهر الأخيرة.
ويعد تورم القدمين والكاحلين وأسفل الساقين شائعًا بسبب تجمع السوائل في الأنسجة، ولكن هناك حالات قد يكون فيها التورم علامةً على مشكلة صحية أكثر خطورة.
في هذه السطور، نتناول أسباب التورم في أثناء الحمل وكيفية التعامل معه بفعالية.
أسباب التورم في مراحل الحمل المتأخرة
أسباب شائعة
التورم الطبيعي خلال الحمل يُعرف بوذمة الحمل، ويحدث نتيجة لزيادة إنتاج الهرمونات التي تجعل الجسم يحتفظ بالسوائل، مثل الألدوستيرون والكورتيزول.
كذلك الرحم المتضخم يعيق جريان الدم من الساقين إلى القلب، ما يؤدي إلى تجمع السوائل في الأنسجة المحيطة.
أسباب أقل شيوعًا
في بعض الحالات، قد يكون التورم ناتجًا عن اضطرابات خطيرة وتستدعي العلاج الفوري مثل:
- الانسمام الحملي (مقدمات الارتعاج): هو اضطراب يحدث فقط خلال الحمل، إذ يرتفع ضغط الدم وتزداد مستويات البروتين في البول، وقد يتسبب هذا الاضطراب في تورم الوجه واليدين والأقدام، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين.
- اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة: هو فشل قلبي يحدث في مرحلة متأخرة من الحمل أو بعد الولادة، ويتسبب في ضيق التنفس والإرهاق بالإضافة إلى التورم.
- خثار الوريد العميق: تتشكل جلطات الدم في الأوردة العميقة، غالبًا في الساقين، ما يزيد من خطر الانصمام الرئوي، وهو حالة تهدد الحياة.
عوامل الخطر
يزداد خطر الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي، والخثار الوريدي العميق، واعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة؛ بسبب عوامل مختلفة مثل:
- مقدمات انسمام حملي في حملٍ سابقٍ.
- الحمل بأكثر من جنين واحد.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- داء السكري.
- اضطرابات الكلى والمناعة الذاتية.
- السمنة.
- تاريخ عائلي للإصابة بمقدمات الانسمام الحملي.
- الجلوس لفترات طويلة وعدم الحركة.
ما العلاج؟
في الحالات التي يكون فيها التورم طبيعيًا، يمكن تخفيفه عن طريق:
- الاستلقاء على الجانب الأيسر: يساعد في تحسين جريان الدم.
- الراحة ورفع الساقين: يساعد في تقليل التورم.
- استخدام جوارب الدعم المرنة: لتقليل تجمع السوائل في الساقين.
- ارتداء ملابس فضفاضة: لتجنب عرقلة جريان الدم.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
على النساء الحوامل التوجه إلى المستشفى فورًا إذا لاحظن أي من العلامات التحذيرية التالية:
- تورم متوسط أو شديد في اليدين، مثل انتفاخ ملحوظ أو عدم القدرة على إزالة الخاتم.
- تورم مفاجئ في أي جزء من الجسم.
- تورم محدود في ساق واحدة أو الربلة، لا سيّما إذا كانت المنطقة دافئة أو حمراء أو مؤلمة عند الضغط أو مع وجود حمَّى.
- ضغط دم 140/90 ملم زئبقي أو أعلى.
- صداع شديد ومستمر، تغيرات في الرؤية، ألم شديد في الجزء العلوي من البطن، أو صعوبة في التنفس، والتي قد تشير إلى مقدمات الانسمام الحملي.
- ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس، والتي قد تشير إلى الخثار الوريدي العميق.