المشي دواء فعال للصحة الجسدية والنفسية.. ما علاقة مريضات سرطان الثدي؟

لا يعتبر المشي بانتظام جيداً للصحة البدنية فحسب، بل له تأثير كبير على الصحة النفسية أيضاً؛ لأن النشاط والحركة يطلقان هرمونات جيدة، مثل: السيروتونين والدوبامين التي تساعد في التخلص من القلق.

 

صحة الإنسان هي عبارة عن نسيج من الخيوط الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية. ماذا تأكل وكم ساعة تنام، كيف تتعامل مع علاقاتك المهنية والشخصية، وكيف تنظر إلى العالم ومكانك فيه، كل هذه الأشياء تؤثر على مدى ترابط خيوطك معاً وما إذا كنت تشعر بالقوة والحيوية أم لا.

 

عندما يصبح أحد هذه الخيوط مهترئاً لأي سبب من الأسباب، يمكن أن يضعف النسيج بأكمله. لذلك فإن المشي يدعم الصحة بكل معنى الكلمة، جسدياً وعقلياً وروحياً وعاطفياً. فهو يُثري حياتك ويوازنها ويجعلك تشعر بالرضا، وليس من المستغرب بأن الطبيب اليوناني أبقراط اعتبر المشي أفضل دواء للإنسان. 

تدعم الأبحاث والدراسات هذه النتائج؛ فالتمارين الرياضية هي واحدة من أفضل الطرق لتخفيف القلق، وعلى رأس القائمة يأتي المشي في الهواء الطلق.

 

يعتقد العلماء أن المشي يعمل كمعزز للمزاج الطبيعي؛ لأن زيادة الدورة الدموية يمكن أن تساعد في تحسين استجابة الدماغ للضغوط.

 

في الواقع، قد يكون لمدى لياقتك علاقة أكثر بكثير مما تعتقد بكيفية تعامل جسمك مع الإجهاد المزمن، وذلك وفقاً لدراسة من جامعة بازل في سويسرا ومستشفى ساهلغرينسكا الجامعي في السويد.

 

 

 

 

ولتحديد الروابط بين اللياقة البدنية والصحة والإجهاد، حلل الباحثون مستويات اللياقة البدنية وعوامل خطر القلب والأوعية الدموية (بما في ذلك ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم والكوليسترول)، ومستويات الإجهاد المبلغ عنها لنحو 200 شخص عامل.

 

وقد وجد الباحثون، أن المشاركين الذين أبلغوا عن مستويات إجهاد عالية، لديهم أيضاً مستويات أعلى من ضغط الدم والكوليسترول من المشاركين الذين أبلغوا عن إجهاد أقل. كما كان لافتاً بأن المشاركين الذين يشعرون بالإجهاد والقلق ولديهم لياقة بدنية لديهم ضغط دم وكوليسترول أقل من أولئك الذين لا يتمتعون بلياقة بدنية.

 

يقول مارك وينوود، العالم النفسي الرئيس في بارتس هيلث أن اتش أس ترست في لندن: يلعب النشاط البدني وإدارة الطاقة الجسدية أدواراً مهمة في قدرتنا على رؤية الصورة الأكبر والقدرة على التعامل مع متطلبات الحياة الصعبة.

ولفت إلى أن الرياضة يمكن أن تكون مصدراً كبيراً للطاقة، وإطلاق الاندروفين لتعزيز مزاجك وزيادة التركيز، بالإضافة إلى قدرة أكبر في الوصول إلى الدوبامين والسيروتونين اللذين يعملان مضادين طبيعيين للاكتئاب"، أي أن اللياقة البدنية تساعد الدماغ لنصبح أكثر تركيزاً ويقظة.

 

أما مدربة اللياقة البدنية البريطانية إلين دينتون، فتشير إلى أن اللياقة البدنية يمكن أن تساعد في النوم كما أنها تعزز بشكل عام صحتنا العقلية ورفاهيتنا العامة.

 

الرياضة تساعد مريضات سرطان الثدي

باحثو جامعة جورجيا درسوا نحو 3000 حالة تعاني من مجموعة متنوعة من المشاكل الطبية، وقد وجدوا أن المرضى الذين يمارسون الرياضة بانتظام، تراجعت نسبة القلق والعصبية لديهم بنحو 20 % من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة والمشي. 

 

كما أظهرت دراسة أخرى للنساء اللواتي يتعالجن من سرطان الثدي بتراجع مستويات القلق والاكتئاب بشكل كبير بعد الانخراط في 10 أسابيع من التمارين الرياضية المنتظمة، من 30 إلى 40 دقيقة لأربعة أيام في الأسبوع.

من المهم أن نلفت بأن معظم الدراسات من هذا النوع تعتبر المشي النشاط المفضل لديها، ولاسيما المشي في الطبيعة.