صدر حديثًا عن دار "الوفاء لدنيا الطباعة" في مدينة الإسكندرية، كتاب بعنوان "الأدب العرفاني في الشعر والقصة والرواية" للناقد والكاتب أحمد فضول شبلول.
ويتناول الكتاب الظاهرة الروحانية والمسحة الصوفية في عدد من الأعمال الأدبية القديمة والحديثة، من خلال منهج نقدي يجمع بين النظرية والتطبيق.
ويشمل الكتاب نصوصًا تراثية مثل ديوان "ترجمان الأشواق" لمحيي الدين بن عربي، بالإضافة إلى أعمال معاصرة لكتاب عالميين مثل إرنست همنغواي وإليف شافاق، وأدباء مصريين معاصرين.
عرَّف شبلول الأدب العرفاني بأنه إبداع يتسم بحالة من المعرفة الباطنية ذات الطابع الصوفي، التي تسعى لرفع النفس البشرية إلى آفاق أعلى من الزهد والابتعاد عن الماديات.
ويهدف هذا النوع من الأدب إلى التركيز على الجانب الروحاني في التراث الحضاري، مما يسمح بتوسيع الأفق الفكري، ويدفع الأفراد للتأمل في الكون.
أحد الأعمال التي تناولها الكتاب هو ديوان "ترجمان الأشواق" لمحيي الدين بن عربي، الذي كتب هذا الديوان منذ أكثر من ألف عام.
يذكر الكتاب وصف بن عربي لابنة الشيخ زاهر بن رستم الأصفهاني، "نظام"، التي كانت شاعرة وأديبة ذات جمال وأخلاق سامية.
ويبرز وصف بن عربي لهذه الشخصية في إطار روحي وعرفاني، مشيرًا إلى خصالها التي تنتمي إلى حالة صوفية تتجاوز الطبيعة البشرية.
في رواية "العجوز والبحر" لإرنست همنغواي، يتناول شبلول "لحظة عرفانية نادرة"، حيث يشعر الإنسان بوجوده الكامل مع الطبيعة، في محيط من الماء والسماء، حيث يلامس الإحساس بالخالق.
في هذه اللحظات يكون القرب الروحي حاضراً بقوة، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة من حوله.
أما في رواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق، تتنوع الأصوات والأماكن، وتندمج الأفكار الباطنية والظاهرية، وتدور حول حياة شمس التبريزي وجلال الدين الرومي.
ومن خلال الرواية، يُسَلَّط الضوء على كيف تحولت أفكار شمس التبريزي إلى أحد رموز التصوف، وتحولت شخصيته إلى جزء لا يتجزأ من العرفانية في تاريخ الإنسانية.
في رواية "عرش على الماء" للروائي المصري محمد بركة، يتم تتبع حياة "مشهور محسن الوحش" الذي يعيش بين لحظات من الهدوء والصخب، وبين العرفانية والشهوانية.
ويتأرجح الوحش بين عالمين مختلفين، حيث يعيش أحيانًا "ميت القلب حي الشهوة"، وأحيانًا أخرى "حي القلب ميت الشهوة".
يتناول الكتاب أيضًا مجموعة القصص القصيرة "دمى حزينة" و"المعاطف الرمادية" للكاتب سمير الفيل، حيث يتم استخدام الرموز العرفانية مثل "الغزالة" في قصة "رائحة العطر"، والتي تشير إلى الروح الملائكية الشفافة في التصوف، كما في رمزية غزالة السهروردي.