اختارت مجلة لوبوان الفرنسية الأسبوعية رواية "الأشجار تمشي في الإسكندرية" (من إصدار دار نوفل/ هاشيت أنطوان 2024)، بنسختها الفرنسية التي حملت عنوان Au Soir D’Alexandrie، ضمن قائمتها لأفضل 30 كتابًا صدروا في فرنسا هذا العام.
في عددها الصادر بتاريخ 28 نوفمبر 2024، وصفت المجلة الرواية بأنها عمل لا يمكن تركه بسهولة، مؤكدة أن الكاتب المصري علاء الأسواني نجح مرة أخرى في أسر قرائه من خلال شخصيات غنية وحبكة آسرة، وأضافت: "نتمسك بهذه الرواية كي لا نفارق عوالمها وشخصياتها التي تأخذنا إلى الإسكندرية التي أحبها الكاتب بشدة".
أشادت المجلة بموهبة الأسواني في السرد، وعدَّت الرواية تجسيدًا رائعًا لقدرة الكاتب على تحويل مشاهد من حياته وذكرياته في الإسكندرية إلى صور أدبية نابضة، وأوضحت أن العمل يكشف كيف أطاح نظام عبد الناصر بالطبيعة الكوزموبوليتانية لهذه المدينة، التي كانت رمزًا للتعايش بين الأديان والثقافات.
صدرت الرواية باللغة العربية في مايو الماضي، وتتناول قصة الأجانب الذين كانوا يشكّلون جزءًا من نسيج الإسكندرية قبل عهد الناصرية، يصف الأسواني حياتهم اليومية المليئة بالتفاصيل، وكيف تغيرت موازين الأمور بعد الثورة، عندما تعرضوا لقرارات التأميم أو محاولات التجنيد القسري من قِبل النظام الجديد، بينما شهد المصريون أنفسهم تحولات اجتماعية قاسية.
الرواية تجسد مزيجًا بين الأحداث التاريخية والدرامية، مع شخصيات متنوعة تعكس الطبقات المختلفة في الإسكندرية آنذاك، هناك من جُرّدوا من ألقابهم، ومنهم من تعرض للاضطهاد، وآخرون تحطمت أحلامهم بسبب وعود الثورة التي لم تتحقق، ورغم أسلوبه البسيط والممتع، يحمل العمل بين سطوره قضايا عميقة تمس الواقع المصري والعالمي.
في مقطع من الرواية، نقرأ حوارًا يعكس فلسفة الكاتب حول الفن والحياة:
هل سمعت عن زرقاء اليمامة؟
لا.
زرقاء اليمامة كانت ترى ما لا يراه قومها، وعندما حذّرتهم من الأشجار التي تتحرك لم يصدقوها، فكانت الهزيمة. الفنّان يشبه زرقاء اليمامة، يرى دائمًا قبل الآخرين.
وماذا ترى الآن؟
الأشجار تمشي في الإسكندرية.
علاء الأسواني، كما وصفته جريدة التايمز اللندنية، كاتب عالمي يحول القضايا المحلية إلى موضوعات إنسانية شاملة، برع في تسليط الضوء على تعقيدات المجتمع المصري، ليمنح قراءه فهمًا أعمق للواقع الإنساني.
الأسواني، الطبيب والروائي المصري، يعد من أبرز الأدباء العرب المعاصرين، إذ تُرجمت أعماله إلى أكثر من 37 لغة، من بين أشهر رواياته "عمارة يعقوبيان"، التي تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لسنوات طويلة، إلى جانب "شيكاغو"، و"نادي السيارات"، و"جمهورية كأن"، حصل الأسواني على عدة جوائز مرموقة، منها جائزة باشراحيل للإبداع الثقافي، وجائزة كفافيس اليونانية، كما قلّدته فرنسا وسام الفنون والآداب برتبة فارس عام 2016.