لا شك أن الانفصال هو مرحلة صعبة على الشريكين، لكنه ينعكس على الأطفال بشكل خاص؛ ما يتطلب مجهودًا إضافيًا من والديهم للحفاظ على تماسك العائلة خلال الفترة الحساسة.
ومع أنه لا يمكن تجنب المشاعر السلبية الناجمة عن الانفصال، إلا أن هناك الكثير الذي يمكن للوالدين القيام به للتأكد من أن أطفالهما يشعرون بالدعم أثناء هذه المرحلة.
تقدم ستيفاني سمر، وهي طبيبة نفسية للأطفال، نصائح للتعامل مع بعض ردود الفعل الطبيعية التي قد يبديها الطفل في هذه المرحلة الانتقالية. وتقول: على الوالدين ألا يكونا سريعي الاستفزاز، فالطلاق يحدث فوضى كبيرة في حياة الجميع، حتى البالغين أنفسهم.
وتضيف: صحيح أن كلا الطرفين يرغبا أن يعود أطفالهما إلى وضعهما الطبيعي في أقرب وقت، إلا أن منحهم مساحة لمعالجة مشاعرهم هو جزء مهم من عملية التكيف.
وتتوسع د. ستيفاني حول ما يمكن توقعه من الأطفال خلال هذه الفترة:
الشعور بالذنب
يعاني الأطفال، خاصة الأصغر سنًا، من شعور بالذنب ولوم الذات على طلاق والديهم. يُنصح بأن يوضح الوالدان للأطفال أن هذا ليس خطأهم، وأنهم يحظون بالدعم والرعاية بشكل كامل.
القلق
يتسبب الطلاق بتغييرات كبيرة في الروتين اليومي للطفل، ما يسبب له شعور القلق وعدم الاستقرار. يجب على الوالدين توضيح ما يمكن أن يمر به الأطفال، مثل ترتيبات المعيشة الجديدة، أو الانتقال، أو غياب أحد الوالدين عن المنزل. ويمكن إعادة الاستقرار من خلال تحديد جداول زمنية متسقة، تجلب الطمأنينة للأطفال وتساعدهم على التكيف.
صعوبة التركيز
قد يعاني بعض الأطفال من صعوبة في التركيز على الدراسة بسبب التغييرات الحياتية. إنشاء جدول زمني في المنزل، وإشعار المعلمين بالوضع الخاص، يمكن أن يكونا فعالين لتحفيز الطفل وتقديم الدعم المناسب له.
العزلة
قد يفقد طفلك اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها، أو يمتنع عن قضاء الوقت مع الأصدقاء. حاولي إعادته إلى المسار الصحيح، وعززي شعوره بأن الحياة لا تزال طبيعية.
السلوك السيئ
قد يتغير سلوك الأطفال نتيجة الطلاق، ويمكن أن يكون ذلك علامة على القلق أو الحاجة إلى فهم الحدود الجديدة. خلق بيئة منظمة وتحديد قواعد واضحة للسلوك يساعدان في توجيه الأطفال وتخفيف توترهم.
التراجع
من الشائع أيضًا أن يستجيب الأطفال للتحول الكبير عبر إظهار الحاجة إلى مزيد من الاهتمام. تقول د. ستيفاني: قد ترين أن روتين نومهم قد تعطل، أو أنهم يأتوا إليك لمساعدتهم في بعض الأشياء التي كانوا ينجزونها بشكل مستقل من قبل.
نصائح تربوية أثناء الطلاق
1. الهدوء
• كوني نموذجًا للهدوء حتى تساعدي طفلك على التكيف، وحافظي على حياتك وأنشطتك اليومية كما كانت قدر الإمكان.
2. احترام شريكك السابق
• تجنبي الحديث السلبي عن شريكك السابق أمام الأطفال. في حالة عدم تعاون الشريك، قد يكون من المفيد اللجوء إلى الوساطة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق يلبي احتياجات الطرفين.
3. الحصول على الدعم
• تحدثي إلى مستشار مدرسي أو معالج نفسي لاستكشاف طرق الدعم الأفضل لأطفالك، وابحثي عن برامج دعم لأطفال العائلات التي تمر بالطلاق.
4. تجنب الصراعات
• تجنبي التورط في صراعات إضافية مع أفراد العائلة المحيطة والأقرباء، وحاولي تقديم التنازلات التي تصب في مصلحة طفلك.