عندما انتقلت ماري كوبر، البالغة من العمر 81 عامًا، إلى منزلها الجديد في بلدة بيركلي بولاية نيوجيرسي، لم تكن تتوقع أن تجد مفاجأة تاريخية بين متعلقات والدتها الراحلة.
وكان من ضمن الأشياء التي نقلتها إلى منزلها صناديق تحتوي على مقتنيات قديمة، وعندما بدأت فرز هذه المتعلقات، اكتشفت كتابًا قديمًا كان قد استُعِير من مكتبة منذ 99 عامًا.
وفق شبكة "سي إن إن" بدأت القصة عندما عثرت كوبر على كتاب بعنوان "الألعاب المصنوعة منزليًا للفتيات والأولاد" للكاتب نيلي هول، وهو دليل يحتوي على تعليمات لصنع ألعاب بسيطة باستخدام الخشب والمعادن وأدوات منزلية.
وعلى الرغم من أن كوبر كانت تخطط لإهداء الكتاب إلى ابنها، الذي يحب الحرف اليدوية، فإنها اكتشفت أن هذا الكتاب له تاريخ طويل.
عند فتح الكتاب، اكتشفت كوبر أنه استُعِير من مكتبة في مقاطعة أوشن بنيوجيرسي في مارس 1926، أي قبل عام من وفاة جدها، تشارلز تيلتون، الذي كان نجارًا وصانع قوارب.
تتذكر كوبر أن جدها كان مهتمًا بالحرف اليدوية، وأنه ربما استعار الكتاب ليصنع ألعابًا لابنته، والدتها. هذا الاكتشاف جعل كوبر تشعر بارتباط عميق مع تاريخ عائلتها.
لم تكن كوبر تتوقع ما سيحدث عندما قررت إعادة الكتاب إلى المكتبة، فقد دخلت فرع المكتبة ومعها الكتاب العتيق، وأعربت عن أملها في أن ترحب المكتبة بإعادة الكتاب.
لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما قابلها الموظفون، الذين أبدوا دهشتهم عندما اكتشفوا عمر الكتاب.
كانت الموظفة في المكتبة مندهشة للغاية وقالت: يا إلهي، هذا الكتاب عمره 100 عام تقريبًا... لا تتحركي... لا تذهبي إلى أي مكان.
الكتاب أثار اهتمامًا كبيرًا بين موظفي المكتبة والزوار. ما لا يقل عن 10 أشخاص جاؤوا ليتفقدوا الكتاب ويلمسوه. حالياً، يُعْرَض الكتاب في المكتبة في صندوق محكم، جنبًا إلى جنب مع تذكارات أخرى، ليشاهدها أي شخص يزور المكان.
عودة الكتاب بعد 99 عامًا لم تكن مجرد حادثة عادية، فقد أصبح رمزًا للتاريخ العائلي والمكتبي على حد سواء.
اليوم، يُحفظ الكتاب في المكتبة كجزء من التراث الثقافي، ليظل شاهدًا على الرابط العميق بين الماضي والحاضر، وأثر الكتب التي تنتقل عبر الأجيال.