أزاحت هيئة الشارقة للآثار، الستار عن اكتشاف أثري جديد، في موقع مليحة الأثري التابع لإمارة الشارقة، بعد العثور على لقى أثرية تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث للميلاد.
وتحتوي القطع الأثرية على ثلاثة كسور تحمل نقوشا تصويرية، يعود كل منها إلى إناء دائري زُيّن برسوم حُدّدت خطوطها بتقنية، تجمع بين الحفر الغائر والحفر الناتئ، وفقا لتقليد جامع انتشر في نواحٍ عدة من شبه جزيرة عُمان، خلال الفترة الممتدة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث للميلاد.
وأصغر هذه الكسور حجما قطعة طولها 4.5 سنتيمتر وعرضها 10 سنتيمترات، وتمثّل رجلا يركب حصانا وآخر يركب جملا. يظهر الرجلان في وضعية جانبية ثابتة، ويرفع كلّ منهما رمحا يسدّده في اتجاه خصم ضاع أثره، ولم يبقَ منه سوى درعه. وصلت صورة راكب الحصان بشكل تام، وضاع من صورة راكب الجمل الجزء الخلفي منها. الأسلوب متقن، ويشهد لمتانة تحديد عناصر الصورة بأسلوب يغلب عليه الطابع الواقعي. يتقدّم الحصان رافعا قوائمه الأمامية نحو الأعلى، ويتقدّم الجمل من خلفه في حركة موازية. ملامح المقاتلين واحدة، وتتمثّل برجلين يرفع كل منهما ذراعه اليمنى، شاهرا رمحا يسدّده في اتجاه العدو المواجه لهما.
أما الكسر الثاني فمشابه في الحجم، ويزينه مشهد صيد يحل فيه أسد وسط رجلين يدخلان في مواجهة معه. يحضر الصيادان وطريدتهما في وضعيّة جانبية، ويظهر إلى جوارهم حصان بقي منه رأسه. ملامح الأسد واضحة. العين دائرة لوزية محدّدة بنقش غائر، والأنف كتلة بيضاوية نافرة. فكّا الفم مفتوحان، ويكشفان عن أسنان حادة. تحدّ الرأس سلسلة من الخصل المتوازية تمثل اللبدة التي تكسو الرقبة.
ويمثل الكسر الثالث القسم الأوسط من الآنية، وهو بيضاوي وقطره نحو 14 سنتيمترا. في القسم الأوسط، يحضر نجم ذو 8 رؤوس في تأليف تجريدي صرف. وهو يحل وسط دائرة تحيط بها دائرة أخرى تشكّل إطارا تلتف من حوله سلسلة من الطيور. تحضر هذه الطيور في وضعية جانبية ثابتة، وتتماثل بشكل تام، وهي من فصيلة الدجاجيات، وتبدو أقرب إلى الحجل.
وتتبع هذه الكسور الثلاثة أسلوبا واحدا، وتعكس تقليدا فنيا جامعا كشفت أعمال التنقيب عن شواهد عدة له في نواحٍ عديدة من الإمارات العربية وسلطنة عُمان.