مع اقتراب نهاية العام وبداية عام جديد، تحمل هذه الفترة في طياتها فرصة ذهبية للأزواج لتقييم مسار علاقتهم والعمل على تعزيز الروابط العاطفية والنفسية بينهما.
الحياة اليومية بمشاغلها وتحدياتها قد تجعلنا نغفل عن أهمية تخصيص وقت لإعادة بناء وتعزيز العلاقات العاطفية.
ومع بداية عام جديد، يمكن أن يكون التخطيط لتحسين العلاقة خطوة مؤثرة نحو مستقبل مشترك أكثر صحة وسعادة.
العلاقات الناجحة لا تعتمد فقط على المشاعر، بل تحتاج إلى وعي مستمر وجهد متواصل للحفاظ عليها في وجه التحديات.
وللقيام بذلك، يبرز دور العلم والخبرات العملية في تقديم إرشادات تساعد الأزواج على بناء أساس متين يقوم على التفاهم والتقدير المتبادل.
في هذا السياق، يقدّم الدكتور مارك ترافيرز، عالم النفس والأستاذ المشارك في علم النفس بكلية طب كورنيل بجامعة كولورادو، رؤية علمية عملية لتعزيز العلاقات العاطفية. وفي مقاله المنشور على موقع Psychology Today، يسلط الضوء على أربعة عناصر أساسية يمكن لكل زوجين إضافتها إلى حياتهم اليومية لضمان علاقة قوية وصحية وهي:
الوقت المشترك هو العمود الفقري لأي علاقة ناجحة. بدلاً من الانشغال بالروتين اليومي أو الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي، خصصوا وقتًا لأنشطة تعزز الاتصال الحقيقي. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة: تنظيم موعد أسبوعي في مطعم جديد أو مكان مميز. أو قضاء أمسية مريحة في المنزل لمشاهدة أفلامكما المفضلة.
قضاء هذا الوقت معًا لا يعزز الروابط العاطفية فقط، بل يساعد أيضًا في بناء شراكة قوية ومستدامة. فتخصيص وقت مع شريك الحياة يرفع من مستوى السعادة والرضا الزوجي، مما يسهم في تعزيز العلاقة والرفاهية الشخصية.
كما تتابع أهدافك الشخصية، من المهم تخصيص وقت دوري لمراجعة العلاقة. يمكن أن تكون هذه المراجعات فرصة للتحدث عن: النجاحات والمواقف الإيجابية التي تعزز علاقتكما. الأمور التي تحتاج إلى تحسين بشكل بناء ودون نقد جارح.
كما أن الحرص على خلق بيئة آمنة للتواصل المفتوح والصادق، حيث يمكن لكل طرف التعبير عن مشاعره وتوقعاته بحرية، ولذلك تجنبوا النقد الشخصي، وركزوا على تعزيز الفهم والتواصل. هذا النهج يعزز من الشعور بالأمان العاطفي، ويضع أساسًا قويًا للنمو المشترك.
تعزيز الصحة البدنية والعقلية معًا ليس مفيدًا فقط للأفراد، بل للعلاقة أيضًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال: الالتزام بممارسة الرياضة معًا، مثل المشي أو الجري أو ممارسة اليوجا. أو تخصيص وقت لتأملات مشتركة أو جلسات استرخاء. أو تبني عادات غذائية صحية تدعم رفاهيتكما.
فالعمل المشترك على تحقيق هذه الأهداف يخلق شعورًا بالتعاون والدعم المتبادل. والأزواج الذين يمارسون أنشطة العافية معًا يشعرون بزيادة في رضاهم عن العلاقة وتقاربهم العاطفي.
الإيماءات الصغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في العلاقة. فاجئ شريكك بأفعال بسيطة تُظهر اهتمامك، مثل: تحضير مشروبه المفضل، أو كتابة ملاحظات حب صغيرة ووضعها في أماكن غير متوقعة.
هذه الأفعال العفوية تعكس الاهتمام، وتعزز الشعور بالتقدير المتبادل، مما يضيف الدفء إلى العلاقة، ويجعلها أكثر قوة واستدامة. فالإحساس بالتقدير المتبادل يزيد الالتزام، ويعزز الاستجابة لاحتياجات الشريك.
مع اقتراب العام الجديد، استغل هذه الفترة لتعزيز علاقتك وبناء أساس قوي لعام مليء بالحب والتفاهم. الوقت الذي تستثمره الآن في شريكك سيؤتي ثماره من خلال علاقة أكثر قوة ورضا واستقرار.