النزاعات والخلافات جزء لا يتجزأ من أي علاقة زوجية، فهي انعكاس طبيعي لاختلاف الشخصيات والاحتياجات.
ومع ذلك، فإن الطريقة التي تُدار بها هذه الخلافات الزوجية يمكن أن تصنع الفارق بين علاقة صحية وقوية أو علاقة مليئة بالتوتر والاستياء.
كثيرا ما يقع الأزواج في أنماط خاطئة في أثناء التعامل مع الصراعات؛ ما يؤدي إلى تعقيد الأمور بدلا من حلها.
الدكتور أندرو جي مارشال، معالج زواج الخبير في العلاقات الزوجية، سلط الضوء على الأخطاء الأكثر شيوعا التي تؤدي إلى تفاقم الخلافات، في تقرير له على موقع Gottman المختص في مجال الدراسات والعلاج النفسي للعلاقات.
من السهل أن يمتلك أحد الشريكين قائمة طويلة بالأشياء التي يجب أن يغيرها الطرف الآخر، بينما تكون قائمته الخاصة فارغة تماما أو مليئة باقتراحات يائسة مثل "الاستسلام".
لكن الإشارة المستمرة إلى عيوب الشريك لا تؤدي إلى تحسين العلاقة، بل تعزز الشعور بالدفاعية وتثير الهجوم المضاد.
والحل يكمن في محاولة النظر إلى العالم من منظور الشريك. ومع ذلك، قد يصعب ذلك عندما تكون المشاعر السلبية في أوجها.
عندما يشعر أحد الأطراف بأن شريكه لا يصغي إليه، يلجأ إلى التصعيد، سواء بالصوت العالي أو بالغضب المفرط.
قد يشمل التصعيد التوبيخ، السخرية، أو حتى الشتائم. أحيانا يلجأ الطرف المتضرر إلى معاقبة شريكه بطريقة غير مباشرة، مثل الانسحاب العاطفي أو رفض العلاقة الحميمة.
هذه التصرفات عادةً ما تساهم في تعميق الخلاف وتوجيه التركيز نحو من هو المخطئ بدلا من حل المشكلة.
في بعض الحالات، قد يختار أحد الطرفين الانسحاب من النقاش كليا، سواء بالصمت أو بتقديم اعتذارات فارغة لتهدئة الموقف.
بينما يشعر الطرف الآخر بالإهمال، فيسعى لملاحقة شريكه وإجباره على مواجهة المشكلة.
هذه الديناميكية تخلق دورة متكررة من الشعور بالإحباط والعجز عن التفاهم.
طرق تجنب الأخطاء الأكثر شيوعا خلال خلاف الأزواج:
بدلا من التفكير بمنطق "الصواب والخطأ"، حاول أن تتبنى التفكير التأملي. اعترف بأن لكل منكما جانبا من الحقيقة، وابحثا معا عن حلول إبداعية تتوافق مع احتياجاتكما المشتركة.
حل النزاعات العميقة لا يحدث في جلسة واحدة. اسمح لنفسك ولشريكك بوقت كافٍ للتفكير والتفاهم.
تذكر أن الحديث المتكرر والمتأني قد يكون ضروريا للوصول إلى حلول مستدامة.
بدلا من ارتداء دروع الحماية العاطفية، تحدث عن مشاعرك بصراحة باستخدام لغة "أنا".
مثلا: بدلا من القول "أنت تزعجني"، قل: "أنا أشعر بالقلق عندما يحدث كذا". هذا الأسلوب يساعد في بناء التعاطف بينكما.
اذكروا لبعضكم ما تتفقون عليه، مثل الأهداف المشتركة أو المشاعر المتشابهة.
على سبيل المثال: "نحن الاثنين نريد الأفضل لأطفالنا" أو "نحن الاثنين نشعر بالإرهاق". فهذا يساعد على بناء جسر من التعاون بينكما.
بمجرد أن تتوقفا عن فرض الحلول الفردية، ستظهر طرق بديلة بمرور الوقت. إذا شعرتما بأنكما عالقان، عودا إلى الخطوات السابقة وامنحا نفسيكما المزيد من الوقت للنقاش.
وختاما، من خلال فهم هذه الأخطاء الشائعة والعمل بوعي على تجنبها، يمكن تحويل الصراعات إلى فرص لبناء علاقة أكثر تماسكا واحتراما. إن الالتزام بالاستماع المتبادل، وإظهار التعاطف، والانفتاح على الحلول المشتركة هي مفاتيح النجاح في أي علاقة.