الحب شعور استثنائي يملأ الحياة دفئًا وألوانًا، لكنه قد يتحول أحيانًا إلى مساحة تذوب فيها الذات، حيث تجدين نفسك تقدمين الكثير، دون أن تدركي أنك تخسرين أجزاءً من شخصيتك شيئًا فشيئًا.
فهل سبق لكِ أن وضعتِ احتياجاتكِ في المرتبة الأخيرة من أجل شريكك؟ هل تغيرتِ بطريقة لا تشبهكِ فقط للحفاظ على العلاقة؟
إليك أبرز العلامات التي تؤكد أنك خسرتِ نفسك من أجل الحب:
عندما يصبح إرضاء الشريك أولوية مطلقة، حتى لو كان ذلك على حساب رغباتكِ وأحلامكِ، فقد تكون هذه إشارة إلى أنكِ تتخلين عن نفسكِ تدريجيًّا. الحب يقوم على التوازن، وليس التضحية المطلقة.
إذا كنتِ تخليتِ عن اهتماماتكِ، وغيرتِ أسلوب حياتكِ بالكامل، أو حتى أصبحتِ تخافين التعبير عن رأيكِ الحقيقي خوفًا من الخلاف، فربما تكونين قد فقدتِ جزءًا من ذاتكِ. العلاقة الصحية تتيح لكِ أن تكوني على طبيعتكِ دون قلق أو تصنع.
هل أصبحتِ تضعين سعادتكِ جانبًا حتى لا تسببي أي إزعاج للشريك؟ إذا كنتِ تشعرين أن رضا الطرف الآخر أهم من راحتكِ النفسية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنكِ تمنحين أكثر مما يجب.
الحب الحقيقي يمنح الشعور بالامتلاء والتوازن، لكن إذا كنتِ تشعرين بالفراغ العاطفي، وكأنكِ لم تعودي تعرفين نفسكِ بعيدًا عن العلاقة، فهذا يعني أنكِ بحاجة إلى إعادة التواصل مع ذاتكِ.
الذوبان في العلاقة لا يعني انتهاء فرص الحب، ولكنه يعني أن عليك الانتباه لنفسك وبناء علاقتك بطريقة صحية أكثر عبر:
خذي وقتًا لاستكشاف ما تحبينه، هواياتكِ، اهتماماتكِ، وما يجعلكِ سعيدة خارج العلاقة.
لا يعني الحب أن تذوبي بالكامل في الآخر، بل أن تحافظي على حدود تحمي شخصيتكِ وقيمكِ.
شاركي شريككِ بمشاعركِ واحتياجاتكِ، فالعلاقة السليمة تقوم على التواصل والتفاهم، وليس التنازل الدائم.
ليس عليكِ الموافقة على كل شيء لإثبات حبكِ، فمن يحبكِ حقًا سيحترم اختياراتكِ.
الحب يجب أن يعزز ثقتكِ بنفسكِ لا أن يقلل منها، تذكري أنكِ تستحقين أن تُحبي دون أن تفقدي نفسكِ.
في النهاية، العلاقة العاطفية الناجحة هي التي تمنحكِ الحب، دون أن تسلبكِ ذاتكِ، والتي تجعلكِ تشعرين بالأمان دون الحاجة إلى التنازل عن جوهركِ. فاسألي نفسكِ: هل أنا كما كنتُ قبل الحب؟ وإذا كانت الإجابة "لا"، فقد حان الوقت لاستعادة نفسكِ، لأنكِ تستحقين أن تكوني محبوبة، دون أن تخسري ذاتكِ.