في بداية العلاقات، قد يبدو كل شيء مثاليًا. لكن مع مرور الوقت، تبدأ بعض التفاصيل الصغيرة بالتراكم، حتى تخلق مساحات واسعة من التوتر والشك وعدم الارتياح. وقد تتساءل: هل هذه العلاقة صحية أم أنها تؤذيني أكثر مما تنفعني؟
الجواب يكمن في فهم العلاقة السامة ومعرفة العلامات المبكرة لها، وهو ما يوضحه خبراء العلاقات النفسية.
العلاقات السامة ليست مجرد اختلافات في الرأي، بل هي حالة مستمرة من الاستنزاف العاطفي، عدم التقدير، وتكرار الشعور بالضيق بعد التعامل مع الشريك.
تتفاوت علامات السميّة بين ما هو واضح وصريح، وما هو خفي يصعب ملاحظته، لكنها قد تشمل:
العلاقات الصحية تُبنى على رغبة مشتركة في نجاح الطرف الآخر، لكن عندما يصبح كل إنجاز بمثابة منافسة، أو تشعر بأن احتياجاتك غير مهمة، فهذه علامة واضحة على العلاقة السامة.
عندما تهيمن السخرية، الانتقادات المستمرة، أو النقاشات العدائية على طريقة تواصلكما، قد تكون العلاقة قد دخلت دائرة السمية.
الغيرة شعور طبيعي إذا كان بحدود، لكنها تتحول إلى سامة إذا أدت إلى الشكوك المستمرة والتدخل في تفاصيل حياتك اليومية. على سبيل المثال، إذا أصبح شريكك يتابع مكانك باستمرار، أو يغضب عند عدم ردك الفوري على الرسائل، فهذا يعكس حاجة للسيطرة.
عندما تتراكم الخلافات الصغيرة دون مناقشتها، تتحول إلى جدار عازل بين الطرفين. إذا شعرت بأنك لا تملك حرية التعبير عما يزعجك خوفًا من رد فعل الطرف الآخر، فالعلاقة بحاجة إلى إعادة تقييم.
تجاهل هواياتك، وإهمال صحتك، أو ترك أنشطتك المفضلة بسبب استنزاف العلاقة، هو مؤشر آخر على السمية. أحيانًا يكون السبب في ذلك هو اعتراض الشريك على قضاء وقتك بشكل منفصل عنه.
عندما تخشى إثارة أي موضوع؛ لأنك تعلم أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد المشكلة أو توتر الأجواء، فأنت في علاقة غير صحية.
في بعض الأحيان، يكون إنهاء العلاقة هو الخيار الوحيد إذا كان هناك:
مثل التلاعب، السيطرة المفرطة، أو الإساءة النفسية والجسدية.
الشعور المستمر بالقلق، الخوف، أو الإنهاك العاطفي.
عندما يجعلك الشريك تشعر بأنك غير كافٍ أو محظوظ لوجوده في حياتك.
تذكّر: إذا لم يكن الطرف الآخر مستعدًا للتغيير أو تحمل المسؤولية، فمن الأفضل التفكير في خطواتك القادمة بعيدًا عن هذه العلاقة.
عندما تتحول السمية إلى إساءة، يصبح قرار المغادرة ضرورة لحماية نفسك وصحتك النفسية. حياتك تستحق علاقات تُشعرك بالدعم، السعادة، والأمان.