في عالم التواصل الحديث، حيث تُنسج العلاقات عبر الرسائل والنقرات، يصبح الاختفاء المفاجئ المعروف بـ"التجاهل" أو "الاختفاء" تجربة مؤلمة يعيشها الكثيرون.
ويحدث ذلك عندما يختفي شخص ما من حياتك الرقمية أو الواقعية دون سابق إنذار، تاركًا وراءه فراغًا من التساؤلات والمشاعر المختلطة.
قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن أسباب شخصية، أو مشاعر معقدة، أو حتى رغبة في تجنب مواجهة ما.
الدكتورة النفسية جانيكي شوكينبروك الباحثة في مختبر "AI Futures Lab" بجامعة دلفت للتكنولوجيا، كتبت لموقع "psychologytoday". رحلة لاستكشاف المراحل الأربع التي يمر بها الفرد عندما يجد نفسه في مواجهة هذا النوع من الغياب المفاجئ.
من الصدمة الأولى إلى التقبل النهائي، يمكن تحويل هذا الألم إلى فرصة للتعافي والنمو وفق الدكتورة:
تبدأ هذه المرحلة بشعور غير مريح بأن هناك شيئًا غير طبيعي. تتكرر الردود المتأخرة أو تنعدم، مما يثير تساؤلات حول انشغال الشخص الآخر. لكن مع استمرار الصمت وظهور أنماط معينة، مثل النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي دون التواصل المباشر، تبدأ الحقيقة تتضح.
هذا الإدراك يثير طوفانًا من الأسئلة والمشاعر: لماذا حدث ذلك؟ هل تعرضوا لطارئ ما؟ مع استبعاد السيناريوهات المنطقية، يظهر استنتاج صادم: لقد اختاروا الانسحاب. في هذه اللحظة، تبدأ سلسلة من المشاعر بالتشكل.
التجاهل ليس مجرد غياب للاتصال، بل هو عاصفة عاطفية معقدة. هناك 4 مشاعر رئيسة غالبًا ما يمر بها الأشخاص في هذه المرحلة:
الحزن: فقدان الاتصال ليس فقط خسارة للشخص، بل أيضًا للإمكانات والتوقعات المرتبطة به. يصف علماء النفس وفق الدكتورة جانيكي هذا الشعور بـ"الفقدان الغامض"، حيث يظل الشخص عالقًا في دوامة من التساؤلات والمراجعات الذاتية.
الغضب: مع انحسار الحزن، يظهر الغضب، سواء تجاه الشخص الذي اختفى أو تجاه الذات. التساؤلات مثل "كيف يمكنهم فعل ذلك؟" أو "لماذا لم أكن أكثر حذرًا؟" تكون شائعة.
ومع ذلك، قد يتحول الغضب إلى قوة دافعة لاتخاذ خطوات إيجابية، مثل حظر الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إزالة الرسائل القديمة.
إلقاء اللوم على الذات: في غياب إجابات، يبدأ البعض بتحليل كل تفصيل من العلاقة، محاولين فهم الخطأ الذي ارتكبوه. هذه المشاعر قد تزيد من تدهور تقدير الذات.
الخجل: الشعور بالإهانة والرفض قد يكون قويًا، ما يدفع البعض للتساؤل عما إذا كانوا يستحقون وداعًا أفضل. لكن هذا الشعور غالبًا ما يكون مقدمة للتأمل الذاتي والنمو.
بعد تجاوز العاصفة العاطفية، تبدأ مرحلة البحث عن الحلول والتأقلم. تختلف إستراتيجيات التأقلم من شخص لآخر:
الاختفاء قد يترك آثارًا مستمرة تتجاوز تتمثل بالتالي:
الاختفاء الرقمي ليس مجرد فعل غريب، بل تجربة تترك ندوبًا عاطفية عميقة.
تختلف رحلة التعافي من شخص لآخر، ولكن من المهم أن نتذكر أن هذا التجاهل يعكس غالبًا مشكلات الشخص الآخر أكثر مما يعكس قيمتك الشخصية. واستخدم هذه التجربة للنمو، وركز على العلاقات التي تستحق وقتك ومشاعرك.