العلاقات الإنسانية هي حرفيا ما يقال عنه "السهل الممتنع"، فعلى الرغم من بساطة بعض القواعد التي تجعلنا نحافظ على علاقات صحية وآمنة ومتوازنة، إلا أن مشكلات العلاقات لا تنتهي، والتأثير الإنساني الفردي لا ينفك يخلق ديناميكية خاصة لكل علاقة.
لكن بعض القواعد يجب تكرارها وتذكرها حتى نتأكد من أننا قادرون فعلا على تطبيقها رغم الألم، أو رغم الحياة الوردية التي قد نتوهمها في أثناء العلاقة.
ومن بين تلك القواعد البسيطة " آداب الانفصال بين الزوجين" وكيف على كل طرف أن يحفظ هذه الآداب ويطبقها لأهداف أخلاقية، وأخرى مجتمعية، وأهمها احترام وجود ومشاعر الأطفال الناتجين عن هذا الزواج.
آداب الانفصال
في هذا الموضوع نقدم لك أهم الآداب التي يجب على المنفصلين تذكرها والالتزام بها مهما كان لديهم من ألم جراء الانفصال، أو جروح عاطفية لم تلتئم، لا ذنب لأطفالهما بتحملها.
1. تجنب التشهير والإساءة للطرف الآخر
مهما كانت أسباب الانفصال، فإن تبادل الانتقادات أو التشهير بالشريك السابق أمام الأهل أو الأصدقاء، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر، ويترك أثرا سلبيا على الأطفال. من الأفضل التعامل مع الانفصال بخصوصية ورقي، حفاظا على الاحترام المتبادل.
2. وضع الأطفال في المقام الأول
الأطفال هم الأكثر تأثرا بانفصال الأبوين، لذا من الضروري تجنيبهم أي صراعات أو مشاعر سلبية. يجب على الوالدين الحرص على التواصل بشكل صحي يضمن استقرار الأطفال النفسي، وعدم استخدامهم كوسيلة للضغط أو الانتقام.
3. التواصل بنضج واحترام
حتى بعد الانفصال، قد يضطر الطرفان إلى التواصل، سواء بسبب الأطفال أو الأمور المالية أو أي التزامات مشتركة. لذلك، من المهم الحفاظ على نبرة هادئة في الحديث، واختيار الكلمات بعناية لتجنب التصعيد أو الدخول في نزاعات لا طائل منها.
4. تقبل مشاعر الحزن وتجنب الانتقام العاطفي
الانفصال تجربة صعبة، لكن التمسك بمشاعر الغضب أو السعي للانتقام قد يطيل أمد الألم لكلا الطرفين. من الأفضل التركيز على التعافي العاطفي، والبحث عن طرق صحية لتجاوز التجربة، مثل اللجوء للدعم النفسي أو ممارسة أنشطة تساعد في التكيف مع المرحلة الجديدة.
5. احترام المساحة الشخصية وعدم التطفل
بعد الطلاق، لكل طرف الحق في بدء حياة جديدة بعيدا عن التدخلات غير المبررة. من المهم احترام خصوصية الطرف الآخر وعدم مراقبته أو محاولة التدخل في قراراته المستقبلية.
6. الحفاظ على الاستقلالية المالية
في بعض الحالات، تبقى الأمور المالية نقطة خلاف بين المنفصلين، سواء في تقسيم الممتلكات أو نفقات الأطفال. من الأفضل تسوية هذه الأمور بشكل واضح وعادل، مع الاستعانة بمستشار قانوني عند الحاجة، لتجنب النزاعات التي قد تؤثر على استقرار الطرفين.
7. بناء مستقبل صحي دون ندم أو كراهية
الانفصال لا يعني الفشل، بل قد يكون بداية جديدة لكلا الطرفين. لذا، بدلا من التركيز على الماضي، من الأفضل العمل على بناء مستقبل أكثر اتزانا وسعادة، سواء على المستوى الشخصي أو العائلي.
الانفصال تجربة معقدة، لكنها لا تعني نهاية الاحترام بين الطرفين. الالتزام بآداب الانفصال يساعد في تقليل الأضرار العاطفية والنفسية، خاصة للأطفال، ويجعل الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر سلاسة وسلاما.
