قد يبدو لكِ اللقاء الأول مثاليا من حيث الانسجام الفكري والاهتمامات المشتركة، لكنه يخلو من الشرارة التي تنتظرينها منذ مدة.
أو ربما يكون كل شيء على ما يرام في اللقاء، لكن شعورا غامضا ينتابك وبأن هناك شيئا ما يصعب تفسيره.
في هذه اللحظات، يصبح اتخاذ القرار بشأن موعد ثانٍ بمثابة تحد حقيقي بالنسبة إليك.
فهل تستسلمين للشكوك وتنهي الأمر مبكرا قبل موعد ثانٍ، أم تمنحين الفرصة لهذا الشخص مرة أخرى؟
التردد في منح موعد ثانٍ أمر طبيعي، خاصةً في ظل التعقيدات الاجتماعية والعاطفية التي تحيط بالعلاقات الحديثة، والخوف من تأخر الزواج.
لذا، من المهم أن نتعلم كيف نميز بين المخاوف المشروعة وبين تلك التي تعيقنا عن بناء علاقات صحية وسعيدة.
تنصح الاختصاصية النفسية سابرينا رومانوف دكتورة علم النفس، بالتريث وعدم الاستسلام للأحكام السريعة بعد اللقاء الأول. فالانطباعات الأولى قد تكون خادعة، والشرارة الأولى ليست بالضرورة مقياسا لجودة العلاقة المحتملة.
وتشير سابرينا إلى أن "الشرارة الكبيرة" قد تكون علامة على تنشيط أنماط ارتباط غير صحية، حيث تجذبنا صفات معينة في الشريك المحتمل تثير جروحا عاطفية قديمة.
وبدلا من التركيز على الشرارة، تنصح بالتركيز على الصفات الأساسية التي نبحث عنها في الشريك. فقد يكون الموعد الأول هادئا وخاليا من الإثارة، لكنه قد يحمل في طياته بذور علاقة قوية ومتينة.
كما تؤكد الاختصاصية على أهمية عدم إطلاق الأحكام القاطعة بناءً على تفاصيل صغيرة أو تصرفات عابرة. فقد يكون الشخص متوترا أو يمر بيوم سيئ، وهذا لا يعني بالضرورة أنه غير مناسب لنا.
لذا، من الأفضل منح الشخص فرصة أخرى لإظهار جوانب أخرى من شخصيته.
إليك أسباب قبول موعد ثانٍ:
إذا لم يظهر الشخص أي علامات تدل على عدم الاحترام أو عدم التوافق، فهذا يشجع على منحه فرصة أخرى.
إذا كان هناك توافق في القيم الأساسية والأهداف المستقبلية، فهذا يشير إلى إمكانية بناء علاقة ناجحة.
إذا كان هناك اهتمام متبادل بين الطرفين، فهذا يشجع على استكشاف العلاقة بشكل أعمق.
إذا كان هناك شعور بالراحة والأمان في حضور الشخص الآخر، فهذا يعد مؤشرا جيدا.
هناك بعض العلامات التي لا يمكن تجاهلها والتي تشير إلى أن العلاقة لا تستحق المضي قدما وفق الاختصاصية سابرينا. من بين هذه العلامات:
تجاهل تفضيلاتك أو عدم احترام رغبتك في إنهاء اللقاء.
عدم إظهار أي اهتمام بك أو بحياتك.
التهرب من الإجابة عن الأسئلة أو الدفاع عن النفس عند طرحها.
طريقة تعامله مع الآخرين، وخاصة العاملين في الخدمة، تكشف الكثير عن شخصيته.
يشير إلى أن العلاقة لم تنتهِ بعد.
بالنهاية، فإن القرار بشأن منح موعد ثان ليس سهلًا بالنسبة إليك بكل تأكيد، ولكن من المهم أن تكوني صادقة مع نفسك فيما تبحثين عنه بالشريك.
وتذكري أن العلاقات تبنى على الثقة والتفاهم المتبادل، وهذا يستغرق وقتا وجهدا. ولا يتطلب منك التسرع في الحكم على الآخرين.