العيد هو مناسبة مليئة بالدفء والفرح، لكنه قد يحمل أيضًا بعض التحديات، خاصة عندما يكون الشخص في علاقة عاطفية ويجد نفسه ممزقًا بين قضاء الوقت مع العائلة أو الاحتفال مع الشريك.
في مجتمع يولي أهمية كبيرة للروابط الأسرية، قد يتحول اتخاذ القرار إلى معضلة حقيقية، حيث يشعر البعض بالذنب إذا ابتعد عن أهله، بينما يخشى الآخرون أن يؤثر الاختيار على علاقتهم العاطفية.
فكيف يمكن تحقيق توازن صحي يرضي القلب والعقل معًا؟
منذ الطفولة، يرتبط العيد في أذهاننا بلحظات التجمع العائلي، بالسهرات الممتدة، والضحكات التي تتردد في أرجاء المنزل.
ومع دخول علاقة جديدة إلى حياتنا، يصبح لهذه المناسبات بعدٌ آخر، حيث نرغب في مشاركة الشريك هذه الأجواء، لكن دون أن نخسر دفء العائلة.
هنا، يبدأ الصراع الداخلي بين الرغبة في الحفاظ على العادات القديمة، وبين الحاجة إلى بناء تقاليد جديدة مع من نحب.
قبل أن يتحول العيد إلى ساحة شد وجذب بين العائلة والشريك، من الضروري التحدث بوضوح حول التوقعات.
يمكن أن يكون النقاش مبكرًا بين الطرفين حول كيفية قضاء العيد وما الذي يعنيه لكل منهما، بحيث يتم التوصل إلى حل وسط يراعي مشاعر الجميع.
قد يكون تقسيم الوقت بين العائلتين، أو تخصيص يوم لكل طرف، أو حتى الاحتفال بطريقة جديدة تدمج الجميع.
التوازن لا يعني الاختيار بين طرفين، بل القدرة على إدارة الوقت والمشاعر بحكمة. بعض الحلول قد تشمل:
قضاء العيد هذا العام مع العائلة، والعام القادم مع الشريك، أو العكس.
محاولة تنظيم لقاء يجمع العائلتين معًا؛ ما يعزز الروابط ويوفر الوقت للجميع.
زيارة العائلة في النهار والاحتفال مع الشريك مساءً، أو العكس.
أحيانًا، قد يشعر الشريك بأن العائلة تأخذ مساحة كبيرة من العلاقة، أو قد تعتقد العائلة أن وجود الشريك يقلل من قيمة اللحظات العائلية.
هنا، من المهم طمأنة كل طرف بأن وجود الآخر لا يلغي مكانته، بل يعزز من فرحة العيد.
كلمة بسيطة مثل "أحب قضاء الوقت معكم" قد تكون كافية لطمأنة العائلة، بينما إظهار الامتنان للشريك على تفهمه يعزز العلاقة بينكما.
الاحتفال بالعيد يجب أن يكون تجربة مبهجة لا عبئًا نفسيًا. يمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة لإعادة تعريف معنى العيد، ليس فقط كمناسبة تجمع العائلة أو الشريك، ولكن كوقت لصنع ذكريات جميلة مع من نحب. في النهاية، التوازن لا يتحقق بالاختيار بين طرفين، بل بإيجاد طريقة تجعل العيد وقتًا سعيدًا للجميع.