القلق هو شعور شائع يمر به الجميع بدرجات متفاوتة، لكنه قد يتحول أحيانًا إلى عبء نفسي يؤثر في جودة الحياة اليومية.
عندما يصبح القلق مستمرًا، ويُعيق الإنسان عن أداء أنشطته المعتادة، قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاج النفسي كوسيلة فعالة لمعالجته.
والعلاج النفسي لا يقتصر على تقديم الدعم النفسي فحسب، بل يساعد أيضًا على الكشف عن الأسباب العميقة وراء القلق، مثل أنماط التفكير السلبية أو الصدمات الماضية، ويوفر أدوات عملية للتعامل معه بطرق صحية ومستدامة.
في هذا المقال، نستعرض أهم أنواع العلاج النفسي لعلاج القلق وفوائدها، لنساعدك على اختيار النهج الأنسب لحالتك. ومن خيارات العلاج النفسي للقلق:
يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأكثر استخدامًا بين أساليب العلاج النفسي لعلاج القلق. يركز هذا النوع من العلاج على تغيير المعتقدات غير الواقعية المتعلقة بالأحداث المستقبلية والتعامل مع المخاوف من خلال تقنيات معرفية وسلوكية مثل التعرض التدريجي للمواقف المثيرة للقلق.
تشير مراجعة علمية أجريت عام 2018 على 41 دراسة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي أثبت فاعليته في علاج اضطرابات القلق مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب القلق العام (GAD) واضطراب التوتر الحاد.
يرتكز هذا النوع من العلاج على تقبل المشاعر والأفكار السلبية كجزء من التجربة الإنسانية. يُعلّم هذا العلاج تقنيات اليقظة الذهنية، ويساعد الأفراد على التصرف وفقًا لقيمهم، حتى في ظل المشاعر الصعبة.
يمكن استخدام ACT بمفرده أو مع أنواع أخرى من العلاجات، ويُطبق في جلسات فردية أو جماعية قصيرة أو طويلة الأمد.
يُعد هذا العلاج نوعًا متخصصًا من العلاج السلوكي المعرفي، يهدف إلى تعريض الشخص تدريجيًّا للأفكار أو المواقف التي تثير قلقه، وذلك في بيئة داعمة وآمنة. يُستخدم هذا العلاج بشكل خاص لعلاج:
يجمع هذا العلاج بين تقنيات التأمل الذهني والعلاج السلوكي المعرفي التقليدي. يُساعد المرضى على التركيز على اللحظة الحالية والتعامل مع الأفكار السلبية بوعي وهدوء.
يُستخدم هذا النوع من العلاج غالبًا في جلسات جماعية، وقد يكون فعالًا في تقليل الأعراض المصاحبة للقلق مثل تسارع التنفس والتوتر.
يعتمد هذا النوع على استكشاف الصراعات اللاواعية والمشاعر المكبوتة التي قد تكون وراء القلق. من خلال هذا العلاج، يمكن للشخص فهم جذور مشكلاته بشكل أعمق واتخاذ قرارات أكثر وعيًا وتحكمًا.
يجمع هذا العلاج بين الجلسات الفردية والتدريب الجماعي على المهارات. يساعد على تحسين تنظيم المشاعر والعلاقات الشخصية وحل المشكلات. تشير الدراسات إلى أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) قد يكون أكثر فاعلية في تقليل القلق، بينما يُظهر DBT نجاحًا في تحسين التحكم العاطفي واليقظة.
يركز هذا النوع على تحسين العلاقات الاجتماعية والوظيفية؛ ما يجعله خيارًا فعالًا إذا كان القلق ناتجًا عن مشكلات اجتماعية أو علاقات متوترة.
لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. يعتمد اختيار العلاج على طبيعة القلق وأسبابه. على سبيل المثال:
إذا كان القلق ناتجًا عن التوتر في العلاقات، فقد يكون العلاج التفاعلي (IPT) الأنسب.
إذا كانت التجارب الصادمة تلعب دورًا في القلق، فقد يكون العلاج الديناميكي أو التعرض هو الخيار الأفضل.
يساعد العلاج النفسي في:
العلاج النفسي هو وسيلة فعالة للتغلب على القلق وفهم جذوره. تختلف الخيارات المتاحة بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات الأخرى، ويُحدد العلاج الأنسب بناءً على احتياجات الشخص وأسباب قلقه. يعد العمل مع معالج مختص خطوة أولى نحو تحسين الصحة النفسية والعيش بحياة أكثر هدوءًا واتزانًا.