header-banner
علاقات عمل

العمل مع الأصدقاء.. فرصة للنجاح أم طريق للخسارة؟

علاقات
إيمان بونقطة
28 أبريل 2025,10:00 ص

في عالم الأعمال اليوم، تعد بيئة العمل التعاونية حجر الزاوية للنجاح، والتعاون بين الأشخاص يسهم بشكل كبير في تحفيز الإنتاجية والتطوير. وبينما يمكن أن تكون بيئة العمل المثالية قائمة على التعاون بين الزملاء في إطار علاقات مهنية بحتة، يبرز في بعض الأحيان خيار العمل مع الأصدقاء المقربين. هذه الفكرة قد تبدو مغرية في البداية: فوجود شخص تثق به إلى جانبك في مكان العمل يعني بيئة أكثر راحة، وتفاهمًا أسرع، ودعمًا معنويًّا مستمرًّا.

لكن، كما هي الحال مع أي علاقة اجتماعية، يأتي العمل مع الأصدقاء محملًا بتحديات غير مرئية قد تقوض الجوانب الإيجابية التي أُسست عليها هذه العلاقة. فما قد يبدو فرصة لبناء علاقة مهنية مزدهرة قد يتحول بسهولة إلى طريق محفوف بالمخاطر إن لم تتم إدارته بحذر شديد.

العمل مع الأصدقاء.. نعمة أم نقمة؟

43b9b695-5b9f-4b46-93fd-5f1b1e70bccb

في الحياة العملية، قد يبدو العمل مع الأصدقاء فكرة مثالية: الثقة موجودة، والتفاهم قائم، والبيئة أكثر راحة. 

غير أن هذه المعادلة التي تبدأ بالحماسة قد تحمل في طياتها تحديات عميقة قد لا تظهر إلا مع الوقت؛ ما يجعل من الضروري النظر بواقعية إلى فكرة الجمع بين الصداقة والعمل.

الجانب المشرق: دعم وثقة لا يحتاجان إلى بناء

العمل مع شخص تعرفه منذ سنوات يوفر بيئة داعمة تلقائيًّا. الصديق الجيد غالبًا ما يكون مصدرًا للثقة، ويمكن أن يساعدك على تخطي الأزمات المهنية بمرونة أكبر.

كما أن التواصل بين الأصدقاء عادةً ما يكون أكثر وضوحًا وسرعة؛ ما يختصر كثيرًا من سوء الفهم الذي قد يحدث بين الزملاء التقليديين.

كذلك، يسهم بوجود صداقة قوية في رفع الروح المعنوية داخل فريق العمل، ويعزز قدرة الطرفين على العمل ككتلة واحدة عند مواجهة تحديات كبرى.

الجانب الخفي: حين تختلط الحدود وتضيع الأدوار

رغم هذه الإيجابيات، فإن العمل مع الأصدقاء يحمل خطورته الخاصة. الصداقة بطبيعتها تقوم على العاطفة والتسامح، بينما العمل يستلزم وضوحًا في الأدوار، ومحاسبة، وأحيانًا اتخاذ قرارات حاسمة قد تكون صعبة في إطار علاقة ودية.

التداخل بين الحياة الشخصية والمهنية قد يؤدي إلى نشوء مشكلات يصعب معالجتها؛ فالخلافات المهنية قد تتسرب إلى العلاقة الشخصية، والعكس صحيح. وقد يشعر أحد الطرفين بالظلم أو الاستغلال إذا شعر أن الصداقة تُستخدم كوسيلة لتجاوز الحدود المهنية أو الإخلال بالتوازن في بيئة العمل.

أخبار ذات صلة

الرضاعة الطبيعية والعمل.. هل هناك دعم كاف للأمهات؟

إدارة العلاقة بذكاء: كيف تحافظ على الصداقة والعمل معًا؟

لإنجاح علاقة العمل مع الأصدقاء، لا بدَّ من وضع قواعد واضحة منذ البداية:

  • الاتفاق على توزيع المسؤوليات بدقة.
  • وضع آلية واضحة لحل الخلافات المهنية دون اللجوء إلى العاطفة.
  • احترام خصوصية العمل وعدم إدخال التفاصيل الشخصية في القرارات المهنية.
  • الاستعداد لقبول النقد المهني دون أن يؤثر ذلك في مشاعر الصداقة.
  • فصل أوقات العمل عن اللقاءات الشخصية بقدر الإمكان، لضمان بقاء كل علاقة في مسارها الصحيح.

 


العمل مع الأصدقاء قد يكون فرصة رائعة لبناء بيئة عمل داعمة وملهمة، لكنه يحتاج إلى نضج عاطفي ومهني لضمان عدم تدمير الصداقة أو الإضرار بالمسيرة المهنية. من ينجح في تحقيق هذا التوازن، قد يحصل على تجربة مهنية فريدة تجمع بين النجاح والراحة النفسية، لكن من لا ينتبه للحدود قد يخسر الاثنين معًا.

أخبار ذات صلة

الاستقالة الصامتة.. عندما ينفصل الموظف عاطفياً عن عمله

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo