تتناقل الحكمة القديمة أن الأضداد تجذب بعضها، لكن هل يرغب أحد حقًا في شريك تختلف عاداته وقيمه جذريًا؟
في الواقع، قد يكون التفاهم والانسجام بين الشريكين عاملاً حاسمًا لاستمرار العلاقة.
ومع ذلك، فإن وجود شخصين انطوائيين في علاقة قد يحمل معه مزايا فريدة، لكنه في الوقت نفسه قد يطرح تحديات تحتاج إلى معالجة.
تُقدَّر نسبة الأشخاص الانطوائيين بين 25% و40% من السكان وفق تقرير لموقع verywellmind، وهؤلاء يميلون إلى اكتساب طاقتهم من العزلة والهدوء، على عكس المنفتحين الذين يتغذون على التفاعل الاجتماعي.
وعندما يكون الانطوائي مع شريك انطوائي، فإن العلاقة غالبًا ما تتسم بتفاهم عميق وراحة متبادلة فيما يتعلق باحتياجات العزلة.
في ضوء ذلك توضح المعالجة النفسية بيكا ريد (LCSW, PMH-C) أن هذه العلاقات عادة ما تُبنى على أنشطة هادئة ومريحة مثل القراءة، أو مشاهدة الأفلام، أو تناول الطعام معًا في أجواء هادئة، ما يعني تقليل الحاجة إلى تفسير عدم الرغبة في الحضور إلى مناسبات اجتماعية أو التواصل مع الأصدقاء.
وفقا للدكتورة بيكا هناك مزايا للعلاقة بين شخصين انطوائيين:
يتمتع الشريكان بتقدير متبادل لأهمية الوقت الشخصي والهدوء، ما يقلل الصراعات المرتبطة بالتواصل الاجتماعي المفرط أو التوقعات غير الواقعية.
يميل الانطوائيون إلى تجنب المحادثات السطحية والتركيز على التفاعل العاطفي العميق. هذا النمط من التفاعل يمكن أن يؤدي إلى علاقات قوية ومتينة.
يميل الانطوائيون إلى تبنّي نمط حياة أبطأ وأكثر استرخاءً، ما يجعل العلاقة أكثر انسجامًا وتوازنًا.
رغم الإيجابيات، فإن العلاقة بين شخصين انطوائيين ليست خالية من الصعوبات منها: العزلة الاجتماعية، الركود والرتابة، ضعف التواصل حول المشكلات.
لجعل العلاقة ناجحة، يجب العمل على كسر منطقة الراحة والانفتاح على تجارب جديدة مثل: التواصل الفعال، وتنظيم الأنشطة الاجتماعية، وتخصيص وقت لاستكشاف أنشطة جديدة، سواء كانت رياضية، أو ثقافية، أو حتى مجرد استكشاف أماكن جديدة.
خلاصة القول؛ نعم، يمكن أن تنجح العلاقة بين شخصين انطوائيين، لكن نجاحها يتطلب التفاهم والجهد المشترك. فبينما توفر هذه العلاقة شعورًا بالراحة والتفاهم العميق، إلا أنها تحتاج إلى مرونة وانفتاح للحفاظ على الحيوية والتوازن.