header-banner
تطوير الذات

تقنية الـ90 دقيقة.. سرّ تركيز المشاهير ومديري الشركات

تطوير الذات
إيمان بونقطة
9 أبريل 2025,9:00 ص

لا أحد ينكر أن التركيز أصبح عملة نادرة في هذا العصر، وأن الحفاظ عليه وسط زخم المهام والتنبيهات ودوامة التشتت الذهني بات تحديًا يوميًا، حتى لأكثر الأشخاص انضباطًا.

وبينما يتعامل البعض مع التشتت كأمر اعتيادي، هناك فئة أخرى من رواد الأعمال العالميين، والكتّاب، والرياضيين المحترفين تعاملت معه كعقبة يجب تجاوزها بأدوات مدروسة.

ومن أبرز تلك الأدوات: تقنية الـ90 دقيقة، التي أصبحت حديث كل من يبحث عن الإنجاز الحقيقي دون استنزاف نفسي أو ذهني.

فما الذي يجعل هذه التقنية فعالة إلى هذا الحد؟ ولماذا اعتمدها مديرو شركات كبرى مثل أبل وجوجل؟ وما الفرق الذي يمكن أن تحدثه في روتينك اليومي؟

في هذا الموضوع نقدم لك تفاصيل حول هذه الاستراتيجية، لتكتشف كيف تحوّل فترة قصيرة من التركيز النقي إلى خطوة فارقة في نتائجك اليومية.

ما هي تقنية الـ90 دقيقة؟

17b15191-53b4-41d5-a160-dfb5a116fc0f

تعتمد هذه التقنية على مبدأ بسيط تدعمه دراسات علم الأعصاب: العقل البشري يعمل بأقصى كفاءته خلال فترات مركزة لا تتجاوز 90 دقيقة، تليها راحة لاستعادة النشاط الذهني. وقد استندت هذه النظرية إلى ما يُعرف بـ"الدورة فوق اليومية" (Ultradian Rhythm)، وهي نمط بيولوجي طبيعي يمر به الجسم كل ساعة ونصف تقريبًا.

بدلًا من العمل المتواصل لساعات طويلة، يُقسّم اليوم إلى فترات تركيز مدتها 90 دقيقة، تُخصص لمهام محددة دون مقاطعة، يليها استراحة قصيرة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.

لماذا 90 دقيقة تحديدًا؟

لأن هذا هو الوقت الذي يستطيع فيه الدماغ الحفاظ على أعلى مستويات التركيز والإنتاج قبل أن يبدأ في الانخفاض التدريجي. وبعد انتهاء هذه الدورة، يدخل العقل في مرحلة "انخفاض الأداء"؛ ما يجعل الاستمرار في العمل دون راحة مضيعة للجهد.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بهذه الدورات القصيرة يحققون نتائج أفضل بنسبة تتجاوز 30٪ مقارنة بمن يعملون بشكل متواصل. السر لا يكمن في عدد الساعات، بل في جودة التركيز خلال تلك الساعات.

أخبار ذات صلة

أهم دروس الحياة من أسطورة تطوير الذات توني روبينز

كيف تطبق التقنية يوميًا؟

فيما يلي استراتيجيات لتطبيق هذه تقنية الـ 90 دقيقة بنجاح:

حدد المهام الأهم والأثقل ذهنيًا في بداية اليوم.

يوصي الخبراء بوضع المهام التي تتطلب التفكير العميق ضمن أول "جلسة 90 دقيقة"، حيث يكون الدماغ في أفضل حالاته.

أغلق جميع مصادر التشتت.

خلال هذه الفترة، يُمنع تمامًا تفقد الهاتف أو البريد الإلكتروني أو التنبيهات.

اضبط مؤقتًا لمدة 90 دقيقة.

يمكنك استخدام مؤقت بسيط أو تطبيقات إدارة الوقت.

بعد انتهاء الوقت، خذ استراحة حقيقية.

تناول وجبة خفيفة، مارس بعض التمارين الخفيفة، أو حتى أغمض عينيك قليلًا، لكن لا تُواصل العمل فورًا.

كرّر الدورة مرتين أو ثلاثًا خلال اليوم، حسب طبيعة عملك.

لماذا تنجح هذه التقنية؟

لأنها ببساطة تتوافق مع الطبيعة البيولوجية للعقل البشري، وتستثمر أفضل لحظات التركيز، بدلًا من مقاومة الإرهاق والتشتت. كما أنها تُشجع على العمل "العميق" بعيدًا عن الإلهاء، وهو ما يجعل النتائج أكثر إتقانًا، بأقل مجهود ممكن.

وهي تناسب الجميع، ولكن مع تعديلات بسيطة. فالأمهات مثلًا أو من يعملن من المنزل يمكنهن تخصيص فترات 90 دقيقة حسب أوقات الفراغ، بينما من يعمل في مكاتب مشتركة قد يحتاج إلى تنسيق مسبق مع الفريق لتقليل المقاطعات.

 

تقنية الـ90 دقيقة ليست مجرد أداة لزيادة الإنتاجية، بل أسلوب حياة متوازن. هي دعوة للعودة إلى العمل المركّز، بعيدًا عن الضغط المستمر والتشتت الدائم. ومع الوقت، لن تكتفي بملاحظة تحسن في جودة إنجازك فحسب، بل ستشعر بوضوح أكبر، وهدوء داخلي، وقدرة حقيقية على التقدّم دون استنزاف.

أخبار ذات صلة

هل كتب التنمية الذاتية مفيدة حقًا؟ تجارب حقيقية

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo