مع بداية كل عام جديد، نشعر بدفعة من الحماس لوضع أهداف جديدة وبناء خطط طموحة، ولكن في المقابل، كثيرون منا يواجهون شعورًا غير مرحب به: إحساس بعدم الجدارة أو ما يُعرف بـ"متلازمة مشاعر المحتال".
وفقًا لدراسات حديثة، فإن 70% من الناس قد مروا بهذه المشاعر في مرحلة ما من حياتهم. ورغم أنها مزعجة، إلا أنها قد تكون إشارة على النمو الشخصي والخروج من دائرة الراحة.
مشاعر المحتال ليست اضطرابًا طبيًا، بل هي استجابة طبيعية لمواقف جديدة أو تحديات غير مألوفة. الباحثة لورا سيلفرستين، المتخصصة في العمل الاجتماعي، تشير إلى أن هذه المشاعر دليل على الأهمية التي نوليها لما نقوم به. في الواقع، القلق الذي نشعر به هو علامة على أننا نحاول تحقيق شيء ذي قيمة.
تظهر هذه المشاعر غالبًا عند تركنا لمنطقة الراحة. الخوف من الفشل أو الحكم السلبي يجعلنا نتساءل: "هل أنا مستعد لذلك؟" هذا السؤال ليس غريبًا، لكنه قد يصبح معيقًا إذا لم نتعامل معه بشكل صحيح. بالنسبة للنساء، قد تكون هذه المشاعر أكثر حدة؛ بسبب توقعات مجتمعية تطالب بالكمال، وتعزز مشاعر الشك في الذات.
التغلب على هذه المشاعر لا يعني التخلص منها بالكامل، بل تقليل تأثيرها. وهناك ثلاث خطوات رئيسية يمكن اتباعها لتحقيق ذلك:
الاعتراف بهذه المشاعر يساعد على خلق مسافة نفسية معها. يمكن أن تقول لنفسك: "هذا مجرد شعور بعدم الجدارة، وهو طبيعي." هذا التمرين يعزز من إدراكك أنها مشاعر مؤقتة وليست حقيقة.
بدلاً من القلق بشأن ما قد يعتقده الآخرون، حاول التفكير في الفائدة التي ستجلبها للآخرين من خلال عملك. اسأل نفسك: من سيستفيد من هذا العمل؟ ما القيمة التي أضيفها؟
أفضل طريقة للتغلب على الشك هي اتخاذ خطوات صغيرة نحو الهدف. كل خطوة تُثبت أنك قادر، وتعزز من ثقتك بمرور الوقت.
السنة الجديدة ليست فقط عن وضع أهداف طموحة، بل هي أيضًا فرصة للنمو وتجاوز المخاوف. بدلاً من رؤية الشك كعائق، يمكن اعتباره إشارة على أنك تسعى نحو شيء مهم. كما قالت لورا سيلفرستين: الثقة ليست غياب الشك، بل هي القدرة على المضي قدمًا رغم وجوده.
لذا، عندما تظهر مشاعر المحتال، تذكر أنها علامة على أنك تحاول شيئًا جديدًا ومهمًا. العالم لا يحتاج إلى الكمال، بل يحتاج إلى شخصيتك الفريدة وجرأتك على المحاولة.