لطالما قيل لنا إن الاستيقاظ باكرًا هو مفتاح النجاح، وإن أولى ساعات النهار هي الوقت المثالي للتركيز والإبداع.
لكن، ماذا لو لم يكن الصباح وقتك الذهبي؟ ماذا لو كنت تفكر بوضوح أكثر عند المغيب، وتكتب أفضل أفكارك بعد العاشرة ليلًا؟
الحقيقة أن "أفضل توقيت للإنتاجية" ليس قالبًا واحدًا يناسب الجميع، بل إيقاع بيولوجي فريد لكل شخص، تحدده أجسادنا أكثر مما تفرضه علينا ساعات المنبه.
يشير الباحثون إلى ما يُعرف بـالساعة البيولوجية أو "الساعة الداخلية" (Circadian Rhythm)، وهي التي تتحكم في أنماط النوم واليقظة، ومستويات النشاط الذهني والجسدي على مدار اليوم. هذه الساعة لا تعمل بالوتيرة نفسها عند الجميع.
وبحسب دراسة نُشرت في Nature Communications، فإن الجينات تؤدي دورًا كبيرًا في تحديد ما إذا كنت "شخصًا صباحيًا" أم "مسائيًا"، وهذا لا علاقة له بالكسل أو عدم الانضباط، كما يُشاع.
يقسّم الخبراء الناس عادة إلى ثلاث فئات:
معرفة نوعك يساعدك على إعادة هيكلة يومك بطريقة تتناسب مع طاقتك الفعلية، لا المفروضة.
لست بحاجة لتحاليل معقدة لتفهم ذاتك، فقط راقب هذه المؤشرات:
دوّن ذلك لبضعة أيام، وستبدأ في ملاحظة نمط واضح. قد تكتشف أن ظهيرة ما بعد الغداء ليست بالضرورة "توقيت الخمول" لديك، أو أن ساعات الليل المتأخرة هي موطن تركيزك الأعلى.
بمجرد أن تتعرف إلى نمطك الشخصي، تصبح المهمة التالية هي توزيع المهام اليومية بذكاء. إليك بعض الاقتراحات:
بالطبع، ليس الجميع حرًا في تحديد وقت عمله، خصوصًا من يلتزمون بساعات دوام تقليدية. لكن حتى في هذه الحالات، يمكن إجراء تعديلات بسيطة:
الإنتاج لا يتحدد بعقارب الساعة بل بإيقاعك الداخلي. حين تفهم ذاتك، وتُنصت إلى جسدك، وتتصالح مع توقيتك الطبيعي، ستتمكن من تحقيق أكثر، بمجهود أقل، وفي الوقت الأنسب لك.
فلا تحاول أن تصبح طائرًا مبكرًا إن كنت وُلِدت بومة... فقط أبدع بطريقتك.