مع اقتراب موسم الأعياد، نتطلع جميعًا إلى لحظات الفرح والسعادة برفقة أحبائنا. إلا أن هذا الموسم يأتينا أحيانًا حاملاً معه شعورًا بالوحدة والعزلة؛ ما يبعدنا عن جوهر الاحتفال.
ومع ذلك، يمكننا تحويل هذه المشاعر السلبية إلى لحظات إيجابية، وبدء عام جديد في نهاية موسم الأعياد بمهارات أفضل.
الدكتورة لورا جابايان، الخبيرة في مجال التنمية الذاتية، قدمت في مقالها المنشور على موقع Psychology Today، كيف يمكننا تعزيز روابطنا الاجتماعية وتجاوز التحديات التي نواجهها من خلال تطوير ثماني مهارات حياتية أساسية، وهذه المهارات هي:
أكدت دراسة على مجموعة من الأشخاص الذين يعتبرون حكماء أن اللطف هو ثاني أهم عنصر من عناصر الحكمة، حيث عبر 60% منهم عن تقديرهم الكبير لهذه الصفة.
وتشير هذه النتائج وفقًا للدكتورة لورا، إلى أهمية اللطف على نطاق واسع، بغض النظر عن الخلفية الثقافية أو الاجتماعية.
وقد عبر الكاتب مارك توين عن هذا المعنى بقوله "اللطف هو اللغة التي يمكن للصم سماعها، ويمكن للمكفوفين رؤيتها".
ما يعني أن ممارسة اللطف، حتى بأفعال بسيطة مثل الابتسام أو تقديم المجاملة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الآخرين.
رغم كون التواضع فضيلة عريقة، فإنه شهد تراجعًا ملحوظًا في عصرنا الحالي، خاصة مع انتشار ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على التباهي والإبراز الذاتي.
وعلى النقيض من ذلك، التواضع لا يعني التقليل من الذات، بل يعني ببساطة عدم المبالغة في أهميتها. فالشخص المتواضع هو شخص واقعي ومتوازن، يقدر الآخرين ويسعى إلى التعلم منهم؛ ما يسهم في بناء علاقات اجتماعية صحية وزيادة الذكاء العاطفي.
التسامح هو قبول الآخرين واحترام اختلافاتهم، سواء كانت في الرأي أو المعتقد أو السلوك.
الشخص المتسامح يمتلك ذهنًا منفتحًا وقلبًا متقبلًا، فهو لا يحكم على الآخرين بناءً على معتقداته الشخصية، بل يسعى لفهم وجهات نظرهم المختلفة. وبهذا، يثري تجربته الخاصة، ويقوي علاقاته الاجتماعية.
أن تكون متسامحًا يعني أن تكون غير متحيز ومنفتح الذهن. الشخص المتسامح على استعداد لقبول المشاعر أو العادات أو المعتقدات التي تختلف عن مشاعره.
الفضول هو المحرك الأساس للتعلم المستمر. إنه تلك الشرارة التي تشتعل داخلنا، وتدفعنا إلى البحث عن المعرفة واكتشاف أسرار الكون.
إن الأطفال خير مثال على ذلك، فهم لا يكفون عن طرح الأسئلة والاستفسار عن كل ما يحيط بهم، وهذا الفضول الطبيعي هو الذي يساعدهم على النمو والتطور."
كشخص بالغ، فإن الفضول يعني عدم أخذ الأمور على محمل الجد والتساؤل حول المفاهيم الأكثر وضوحًا وبساطة.
هذا التعطش لوجهات نظر مختلفة هو أكثر أهمية اليوم حيث نشهد ارتفاعًا في المعلومات المضللة. من المهم التحقق من المصادر الموثوقة والتساؤل عن أي شيء يأتي في طريقك.
بالختام، تذكر أن التواصل مع الآخرين يستغرق وقتًا. على عكس سياراتنا الفاخرة وتقنياتنا الرائعة، فإن العلاقات ليست فورية. لذا تحلّ بالصبر مع نفسك ومع الشخص الآخر، واجعل العلاقات الإنسانية أولوية قصوى في موسم العطلات هذا حتى عامك المقبل في 2025.