حيوان أليف وطفل

تأثير وجود الحيوانات الأليفة على شخصية طفلك

أمومة
إيمان بونقطة
5 فبراير 2025,8:07 ص

يبحث الكثير من الآباء عن وسائل لتعزيز النمو العاطفي والاجتماعي لأطفالهم، وقد لا يدرك بعضهم أن وجود حيوان أليف في المنزل قد يكون من أكثر العوامل تأثيرًا في شخصية الطفل وتطوره النفسي والجسدي.

في حين أن امتلاك حيوان أليف ليس خيارًا مناسبًا للجميع، إلا أن العديد من العائلات تختار تربية الحيوانات تحديدًا لمصلحة أطفالها.

في هذا الموضوع نستعرض أهم الفوائد التي تجلبها الحيوانات الأليفة، لتنعكس على شخصية الأطفال.

فوائد تربية الحيوانات الأليفة للأطفال

37a309fd-f2c9-4e4a-8d6f-8515861dfe8f

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة تضم حيوانات أليفة يحققون فوائد نفسية وسلوكية وصحية عديدة، تجعلهم قادرين على التعامل مع التحديات الحياتية، إليك أبرزها:

تعزيز الثقة بالنفس والتواصل الاجتماعي

يتسم بعض الأطفال بالخجل أو التردد في التعبير عن مشاعرهم، وهنا يأتي دور الحيوانات الأليفة كوسيلة طبيعية لتخفيف هذه الحواجز.

فالحيوان لا يحكم على الطفل، ولا يصدر انتقادات، ما يمنح الطفل مساحة آمنة للتعبير عن نفسه بحرية. تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال المنطوين اجتماعيًا يصبحون أكثر انفتاحًا عند تفاعلهم مع الحيوانات، بينما يميل الأطفال الذين لديهم فرط النشاط إلى الهدوء والتركيز عند قضاء الوقت مع حيوان أليف، وهي تغييرات قد تنعكس إيجابًا على سلوكهم في المدرسة أو البيئة الاجتماعية.

أخبار ذات صلة

الطفل الكتوم.. لماذا يخفي طفلي مشاعره؟

دور الحيوانات في تحسين المهارات العاطفية

من الفوائد المهمة لامتلاك الأطفال لحيوانات أليفة أنها تعزز التعاطف والقدرة على فهم احتياجات الآخرين. عندما يتعلم الطفل قراءة إشارات الحيوان مثل الجوع أو الحاجة إلى الخروج أو الرغبة في اللعب، فهو بذلك ينمي مهاراته في إدراك مشاعر الآخرين، وهي مهارة حيوية تفيده في بناء علاقاته المستقبلية.

إلى جانب ذلك، يمكن أن تكون الحيوانات الأليفة مصدرًا للدعم العاطفي، خاصة للأطفال الذين يعانون القلق أو التوتر، فمجرد وجود الحيوان بالقرب منهم يمكن أن يمنحهم إحساسًا بالطمأنينة والراحة، كما أن اللعب معه أو الاعتناء به يسهم في تقليل مستويات التوتر وتعزيز الشعور بالسعادة.

تحفيز التعلم وتعزيز المسؤولية

يمكن أن يكون للحيوانات الأليفة دور في تعزيز حب التعلم لدى الأطفال، ففي بعض البرامج التعليمية، يُشجع الأطفال على القراءة بصوت عالٍ للحيوانات، ما يساعدهم على تحسين مهاراتهم اللغوية والتغلب على الخجل، حيث يشعرون أن الحيوان ينصت لهم، دون أن يصدر أي انتقاد.

إضافة إلى ذلك، فإن العناية بالحيوانات تعلّم الأطفال المسؤولية، فحتى أبسط المهام مثل إطعام الحيوان أو تنظيف مكانه تساعد الطفل على فهم أهمية العناية بالآخرين والالتزام بواجباته اليومية. ومن خلال هذه التجربة، يدرك الأطفال أن الحيوانات تحتاج إلى الحب والاهتمام، وذلك يعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والرحمة.

e7f92024-3c79-40eb-8fac-077696c2ed6a

الفوائد الصحية والتأثير الجسدي

إلى جانب الفوائد النفسية، هناك العديد من الفوائد الصحية التي يجنيها الأطفال عند امتلاكهم لحيوان أليف. إحدى هذه الفوائد تتمثل في تشجيعهم على الحركة والنشاط البدني، حيث إن تمشية الكلاب أو اللعب مع القطط يساعد في حرق السعرات الحرارية، وهو أمر بالغ الأهمية في وقت أصبحت فيه أنماط الحياة أكثر خمولًا، وانتشرت مشكلات السمنة بين الأطفال والبالغين على حد سواء.

وفي بعض الدول، ظهرت برامج مثل "Petsercise"، والتي تهدف إلى تعزيز اللياقة البدنية للأفراد وحيواناتهم الأليفة معًا، بهدف تشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في العالم الحقيقي بدلًا من الانغماس في الشاشات والعالم الافتراضي.

تقوية جهاز المناعة والوقاية من الحساسية

أظهرت الأبحاث الحديثة أن للحيوانات الأليفة دورًا هامًا في تعزيز مناعة الأطفال. فقد تبين أن الأطفال الذين يعيشون مع قطة أو كلب خلال سنواتهم الأولى يكونون أقل عرضة للإصابة بحمى القش والربو، كما تقل احتمالية إصابتهم بالحساسية المرتبطة بالحيوانات.

كما تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في منازل تمتلك حيوانات أليفة، خاصة بين سن الخامسة والثامنة، يتمتعون بجهاز مناعي أكثر استقرارًا مقارنة بأقرانهم الذين لا يملكون حيوانات أليفة، ما يجعلهم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والالتهابات.

اختيار الحيوان الأليف المناسب

إذا كنت تفكر في امتلاك حيوان أليف، فمن الضروري أن تدرك أن هذا القرار يتطلب التزامًا طويل الأمد. لذلك، من المهم اختيار الحيوان المناسب لنمط حياتك وظروف عائلتك، مع البحث واستشارة الخبراء قبل اتخاذ القرار بشأن نوع الحيوان وعمره وسلالته، لضمان توفير بيئة مثالية لكل من الطفل والحيوان الأليف.


سواء كان الهدف هو تعزيز ثقة الطفل بنفسه، أو تطوير مهاراته العاطفية والاجتماعية، أو حتى تحسين صحته الجسدية، فإن وجود حيوان أليف في المنزل يمكن أن يكون تجربة ثرية ومؤثرة في حياته. ومع ذلك، يجب أن يكون القرار مدروسًا بعناية، حيث يتطلب امتلاك حيوان أليف التزامًا من جميع أفراد الأسرة لضمان توفير الرعاية المناسبة له. فإن كنت تفكر في إدخال حيوان أليف إلى منزلك، فقد يكون ذلك خطوة إيجابية تمنح طفلك صديقًا مخلصًا ودروسًا قيمة في الحياة.

أخبار ذات صلة

اقتناء الحيوانات الأليفة.. نمط حياة مليء بالحب والدروس

 

google-banner
foochia-logo