الخوف من الارتباط

أسباب الخوف من الارتباط وكيفية تجاوزه

منوعات
فريق التحرير
22 أكتوبر 2024,6:00 ص

الخوف من الالتزام يُعَدّ عائقًا كبيرًا في بعض العلاقات، إذ يمكن أن يجعل فكرة الارتباط العاطفي أشبه بتسلق جبل شاهق.

 

تنبع هذه المخاوف من عوامل مختلفة، أبرزها أنماط التعلق التي تتشكل في مرحلة الطفولة، وتنعكس لاحقًا على العلاقات. ويُعد نمط "التعلق التجنبي" أحد أكثر الأنماط ارتباطًا بمشكلة الالتزام، حيث يشعر صاحبه بأن الارتباط يقيده ويهدد استقلاله.

 

ac54228c-ec17-4b12-9810-b2275f1c0e4c

 

ما هو التعلق التجنبي؟

تُظهِر نظرية التعلق أن التجارب المبكرة مع الأهل أو مقدمي الرعاية تُحدد كيف يبني الإنسان علاقاته في المستقبل. وأن هناك أربعة أنماط رئيسة للتعلق: الآمن، القلِق، والتجنبي (أو المتجنب-الرافض)، والتعلق المُرتبك.

 

هذا النمط من التعلق، المعروف بالتعلق التجنبي، يتكون عادة كرد فعل دفاعي لحماية النفس من خيبات الأمل العاطفية.

 

أخبار ذات صلة

5 عادات تقتل الشغف في علاقتك.. اكتشف كيف تحافظ على شريكك

 

تكرار نمط عاطفي مرتبط بالطفولة

الأشخاص الذين ينتمون إلى هذا النمط غالبًا ما نشأوا في بيئات لم تكن تلبي احتياجاتهم العاطفية بشكل كافٍ، مما دفعهم إلى تبني سلوكيات تُقلل من أهمية الارتباط العاطفي.

 

بمرور الوقت، يتعلمون أن الاعتماد على الآخرين قد يؤدي إلى الخذلان، فيصبحون ميالين للاعتماد على أنفسهم بشكل مبالغ فيه، ويضعون حدودًا صارمة تمنعهم من الانخراط العاطفي الكامل مع الشريك.  

 

هذه الديناميكية تجعلهم يُفضلون العلاقات السطحية أو المؤقتة، إذ يشعرون بالأمان في المسافة التي يضعونها بينهم وبين الآخرين. حتى في حالات الحب، قد يظهرون بمظهر بارد أو غير مكترث، ليس بسبب غياب المشاعر، بل لأنهم يخشون فقدان السيطرة على حياتهم أو التعرض للألم إذا اقتربوا أكثر مما ينبغي.

 

6e4d340b-281b-423c-8881-1d30d24b1ad2

 

الخوف من فقدان الحرية  

يُظهر الأشخاص ذوو التعلق التجنّبي قلقًا من فكرة فقدان حريتهم أو استقلالهم داخل العلاقة. بالنسبة لهم، الالتزام العاطفي قد يبدو كقيود ثقيلة تمنعهم من التنفس بحرية.

 

وهذا الخوف يجعلهم يتجنبون أي علاقة طويلة الأمد، سواء كان ذلك الزواج أو حتى التعبير الصريح عن مشاعرهم.  

 

dbc3b64c-ea67-4a07-83aa-b240f97cd422

 

كيف يمكن تجاوز الخوف من الالتزام؟  

تجاوز الخوف من الالتزام يحتاج إلى وعي بالنفس وجهد مستمر. يمكن أن يكون الانفتاح في الحديث مع الشريك خطوة مهمة، إذ تساعد المناقشات الصادقة في بناء الثقة وفهم احتياجات الطرفين.

 

وقد يكون العلاج النفسي، سواء فرديًا أو مع الشريك، أداة فعالة لفهم أعمق لأنماط التعلق وإيجاد طرق صحية للتعامل معها.  

 

كذلك، يُنصح بأخذ الأمور ببطء، بحيث تُبنى الثقة تدريجيًا دون ضغط، مما يجعل الالتزام يبدو أقل تهديدًا.

 

وأخيرًا، يحتاج الفرد إلى العمل على نموه الشخصي، من خلال تحدي الأفكار السلبية حول العلاقات وبناء علاقة صحية مع ذاته. بهذه الخطوات، يمكن التغلب على الخوف من الالتزام وفتح الباب أمام علاقات مليئة بالحب والارتباط العاطفي السليم.

 

أخبار ذات صلة

كيف تساهم قاعدة 2-2-2 في تعزيز العلاقات بين الشريكين؟

 

google-banner
foochia-logo