في عالم العلاقات العاطفية، لا تُعتبر التفاصيل الصغيرة مجرد ترف؛ بل هي أساس بناء علاقة صحية ومستدامة.
إن الفكرة القائلة بأن "الأشياء الصغيرة تهم" هي جوهر ما توصل إليه العديد من الخبراء في هذا المجال، وعلى رأسهم د. جون غوتمان، الذي يُعتبر رائدًا في دراسة العلاقات.
ووفقًا لكيمبرلي بانغانيبان، المعالجة المعتمدة لدى غوتمان، فإن الأفعال اليومية البسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في العلاقة.
تبدأ بانغانيبان حديثها عن مفهوم "المبادرات"، وهي أي إيماءة تُشير إلى حاجة الفرد للاتصال بالآخر.
يمكن أن تكون هذه المبادرات لفظية أو غير لفظية، وتُعتبر الوحدة الأساسية للاتصال العاطفي بين الشريكين.
عندما يستجيب كل طرف بشكل إيجابي لمبادرات الآخر، فإن ذلك يعزز العلاقة ويقوي أواصرها.
هناك ثلاثة أنواع من الاستجابة:
عندما يلاحظ الشريك المبادرة ويستجيب لها بحماسة.
عندما يمر الشريك على المبادرة دون استجابة.
عندما يلاحظ الشريك المبادرة ولكنه يرد بطريقة سلبية.
تشير الإحصائيات إلى أن الأزواج الذين يتمتعون بعلاقة مستقرة يستجيبون بشكل إيجابي لمبادرات بعضهم بنسبة 86%، بينما الأزواج الذين ينفصلون لا تتجاوز هذه النسبة 33%.
عندما يستجيب الشريك بشكل إيجابي، يتعزز الشعور بالأمان والترابط؛ ما يدفع الطرف الآخر لتقديم المزيد من المبادرات.
لكن عندما يتجاهل أحد الطرفين أو يستجيب سلبًا، يبدأ الشريك في الشعور بالرفض وعدم الأهمية؛ ما يؤدي إلى تراجع المبادرات والشعور بالانفصال.
للارتقاء بعلاقتك، يمكنك اتخاذ مجموعة من الخطوات الفعّالة:
كن واعيًا للاحتياجات العاطفية لشريكك.
انظر إلى كل مبادرة كفرصة للتواصل.
ابحث عن طرق لتعزيز الاتصال، مثل الكلمات الطيبة أو الإيماءات الحانية.
حاول تقليل الملهيات، خاصة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
الاعتراف بالخطأ يعزز من الثقة بين الشريكين.
في النهاية، يمكن أن تُحدث المبادرات الصغيرة اليومية فارقًا هائلًا في علاقتك. فكل خطوة نحو تعزيز التواصل تعني خطوة نحو علاقة أكثر عمقًا واستقرارًا.