التعايش مع الشريك المصاب بالوسواس القهري (OCD) يتطلب الكثير من الصبر والتفهم، إذ يُعتبر الوسواس القهري اضطرابًا نفسيًا يُعاني منه الشخص ويؤثر على محيطه.
ورغم التحديات، إلا أنه بالتفاني والدعم يمكن بناء علاقة قوية مع الشريك المصاب بهذا الاضطراب، والتعايش معه بشكل صحيح، لتحقيق حياة مشتركة تكون مليئة بالرضا والسعادة.
بحسب مايو كلينيك، ينطوي اضطراب الوسواس القهري على نمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها، تُسمى الوساوس. وتدفع تلك الوساوس إلى سلوكيات تنطوي على تكرار فعل الأشياء، وتُسمى السلوكيات القهرية. تُعوق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتسبب ضيقًا شديدًا.
1- فهم الاضطراب
توسيع فهمك ومعرفتك بالوسواس القهري OCD يعتبر خطوة مهمة في التعاطف مع شريكك وتقديم الدعم له بشكل أفضل. عليك أن تتعرف على كيفية تأثير هذا الاضطراب على الأفراد والعلاقات، والتحديات التي قد يواجهها الشريك وكيفية التعامل معها. من خلال فهم الأسباب والأعراض والعلاجات الممكنة، يمكنك تقديم الدعم الفعال والملائم لشريكك.
2- تجنب المشاركة
من الضروري تجنب المشاركة أو تكريس الطقوس التي ترتبط بالوسواس القهري. على سبيل المثال، قد يطلب الزوج ترتيب أحذية العائلة بطريقة معينة لتخفيف قلقه، وفي حين قد يعتقد بعض الشركاء أن الاستجابة لهذا السلوك هو شكل من أشكال الدعم، إلا أنه في الحقيقة يعزز الوسواس القهري.
بدلًا من ذلك، ينبغي تشجيع الشريك على التعامل مع هذه الهواجس بطرق صحية وفعالة.
3- تشجيع العلاج
تشجيع العلاج النفسي يعتبر أمرًا مهمًا، حيث يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي فعالًا في التعامل مع الوسواس القهري. يجب دعم الشريك في البحث عن العلاج المناسب والمشاركة الفعالة فيه، سواء كان ذلك من خلال الحضور إلى الجلسات أو تقديم الدعم العاطفي والمعنوي.
4- البيئة المنزلية الصحية
تحقيق بيئة منزلية صحية وداعمة يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العقلية والشفاء من الوسواس القهري. يُنصح بتقليل العوامل المحفزة والضغوطات التي قد تزيد من تفاقم الحالة، ويجب العمل مع الشريك على تحديد هذه العوامل والبحث عن طرق لتجنبها أو التعامل معها بشكل فعّال.
5- وضع الحدود
وضع الحدود الصحيحة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقة وصحة الأسرة بشكل عام. على سبيل المثال، يجب التوافق على عدم مشاركة الأطفال بعادات الوسواس القهري، وعدم تغيير الأنشطة العائلية بسبب هذه العادات.
6- الاعتناء بالعلاقة
ضعي في اعتبارك أن الوسواس القهري جزء من حياتكما لكنه لا يحددها. ابحثا عن طرق لتقوية العلاقة من خلال الأنشطة المشتركة والتجارب الجديدة. وتذكرا دائمًا الأسباب التي جعلتكما معًا واحتفظا بالتقدير والحب لبعضكما البعض.
7- الاعتناء بنفسك
الاهتمام بنفسك يجب أن يكون من أولوياتك، حتى وأنت تدعمين شريكك المصاب بالوسواس القهري. يجب أن تجدي الوقت للعناية بصحتك النفسية والجسدية، سواء من خلال ممارسة الرياضة، التأمل، أو البحث عن الدعم النفسي إذا كنت بحاجة إليه.
8- الصبر
فترة التعافي من اضطراب الوسواس القهري تختلف من شخص لآخر. الصبر هو مفتاح أساسي لتحقيق التقدم في علاج الوسواس القهري. عليك أن تكوني مستعدة لفترات من التقدم والانتكاسات.
تجنبي الاستمرار في مراقبة تقدم شريكك بشكل يومي، وحاولي أن تكوني صبورة ومتفهمة خلال فترة العلاج. قد يحتاج العلاج إلى وقت طويل، وقد تحدث بعض التقدمات ببطء، لذا يجب أن تظلي متفائلة وتشجعي شريكك على المضي قدمًا.