قد يكون التعامل مع طفل يعاني من متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه تحديًا للأهل والمربيّن، إلا أنه من الممكن توفير بيئة داعمة وفعالة للأطفال حتى يتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم القصوى. إليكِ بعض النصائح:
الفهم والوعي:
أولًا وقبل كل شيء، يجب أن تكون لديك معرفة علمية دقيقة وكافية حول متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه. فهم المتلازمة وأعراضها سيمكنك من التعامل مع طفلك بشكل ملائم. قومي بالبحث والقراءة حول ADHD من مصادر موثوقة، وتحدثي مع أطباء متخصصين وعاملين اجتماعيين لفهم الحالة أكثر.
الهدوء والصبر:
الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة قد يكونون أقل قدرة على التركيز والانتباه. يجب أن تظلي متزنة ومتسامحة، وخاصة في المواقف الصعبة. لا تغضبي أبدًا، فطفلك بحاجتك في أفضل صورة لك. تذكري أن متلازمة فرط الحركة ليست عيبًا، بل هي طيف طبيعي من التنوع البشري. احترمي الفردية والاختلافات وكوني منفتحة.
وضع الحدود والتنظيم:
يفضل توفير بيئة منظمة ومحددة للطفل. استخدمي الجداول الزمنية والروتينات للمساعدة في تحديد الأنشطة والواجبات. عند إعطاء التعليمات، استخدمي لغة واضحة وبسيطة، وتأكدي من أن طفلك يفهم ما يجب عليه فعله. يمكنك تقديم التوجيهات بشكل مباشر وواضح، على سبيل المثال: "من فضلك، ضع الألعاب في الصندوق".
تقديم المكافآت والتشجيع:
استخدمي نظام المكافآت لتشجيع السلوك الإيجابي لطفلك. قد يكون هذا أمرًا محفزًا بالنسبة للأطفال وخاصة الذين يعانون من متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه. حتى في الإنجازات الصغيرة، قدمي عبارات الثناء والتشجيع. وركزي على جوانب طفلك الإيجابية ونقاط قوته.
الاهتمام بالصحة العامة:
تأكدي من توفير وجبات صحية ومتوازنة واحرصي على حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم. الغذاء الجيد والنوم الكافي يمكن أن يؤثران بشكل إيجابي على التركيز والسلوك. قللي السكريات في نظام طفلك الغذائي، لكن الاستثناءات ضرورية أيضًا، حتى لا يشعر طفلك بالحرمان.
تشجيع النشاط البدني:
النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في التخفيف من طاقة الطفل الزائدة وتحسين تركيزه. قومي بتشجيع الأنشطة الرياضية واللعب في الهواء الطلق. ساعدي طفلك على اكتشاف مقدراته وملء يومه بنشاطات متنوعة، لكن شجعيه أيضًا على تقدير أوقات الراحة والاسترخاء. امنحيه الخيارات لتنظيم يومه، فذلك يمنح الطفل الشعور بالمسؤولية ويعزز مشاركته في القرارات اليومية، على سبيل المثال، "هل تفضل أن تلعب بالألعاب الورقية أم في الحديقة؟".
التواصل الجيد:
استمعي بعناية لمشاعر واحتياجات طفلك. التواصل الفعال يمكن أن يساعد في بناء الثقة وتحسين العلاقة بينك وبينه. تحدثي معه بصوت منخفض، ستشجعه نبرتك الهادئة على الهدوء والتركيز أيضًا، تذكري دومًا أن طفلك هو مرآتك. ساعدي الطفل على تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء التي يمكنها مساعدته في التحكم بانفعالاته.
اطلبي الدعم الاجتماعي:
تبادل الخبرات والنصائح بين الأهل الذين يواجهون التحديات نفسها يمكن أن يكون مفيدًا لك ولطفلك. اعلمي أن هناك آخرين يشعرون بمشاعرك، التكلم معهم يمكن أن يخفف المشاعر السلبية.
لا تخجلي من طلب الدعم من أخصائيين في مجال السلوكيات أو المعالجين النفسيين، سيكون ذلك مفيدًا لك ولطفلك.
يتطلب التعامل مع طفل يعاني من متلازمة فرط الحركة تفهمًا وصبرًا وحساسية. أكدي دومًا على المحبة. لا تنسي أنك لست وحدك، وأن هناك مصادر دعم متاحة لك وللطفل لمساعدتكما في كل وقت.