عندما يُخبرك أحد بأن طفلك يتنمر على الأطفال الآخرين، فإنها لحظة مليئة بالمشاعر الصعبة. قد تشعرين بالصدمة، الحزن، أو حتى الغضب.
ولكن بدلًا من الوقوع في فخ الإنكار أو الإحباط، من المهم أن تأخذي هذا الأمر بجدية، وتبدأي في التعامل معه فورًا.
التنمر، سواء كان جسديًا أو لفظيًا، هو سلوك يؤذي الآخرين، ويؤثر على الطفل المتنمر نفسه. إذا لم يتم التدخل وإيقاف هذا السلوك في مراحله الأولى؛ فقد يتفاقم ليصبح أكثر خطورة، ويؤثر سلبًا على حياة طفلك الدراسية والاجتماعية.
لماذا يتنمر الأطفال؟
بحسب موقع Kidshealth، يتنمر الأطفال لأسباب مختلفة. أحيانًا، يشعر الطفل بأنه ضعيف أو غير واثق من نفسه، فيلجأ إلى التنمر على من يعتبرهم أضعف منه ليشعر بالقوة أو السيطرة. في حالات أخرى، قد لا يدرك الطفل أن السخرية أو إهانة الآخرين؛ بسبب مظهرهم أو دينهم أو عرقهم هو أمر خاطئ.
هناك أطفال يتصرفون بعدوانية نتيجة لمشاكل في إدارة مشاعرهم، مثل الغضب أو الإحباط. هؤلاء الأطفال غالبًا ما يحتاجون إلى تعلم مهارات جديدة للتعامل مع مشاعرهم بطريقة صحية ومفيدة. كما أن بعض الأطفال يتأثرون بسلوكيات يرونها في المنزل، فإذا كان المنزل مكانًا للصراخ أو العدوانية، فمن الطبيعي أن يظهر الطفل نفس السلوك خارج المنزل.
كيف تساعدين طفلك على التوقف عن التنمر؟
التنمر ليس شيئًا يُمكن تجاهله. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد على توجيه طفلك نحو سلوك أفضل:
1. تحدثي مع طفلك بصدق: ابدأي بالتحدث مع طفلك حول سلوكه. حاولي فهم الأسباب التي دفعته إلى التنمر. هل يشعر بالغضب؟ هل يشعر بعدم الأمان؟ قد يفتح هذا الحوار الباب أمام حل المشكلات على نحو إيجابي.
2. ضعي حدودًا واضحة: من الضروري أن يعرف طفلك أن التنمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال. حددي قواعد واضحة للسلوك في المنزل وخارجه، وضعي عواقب منطقية إذا تم خرق هذه القواعد. على سبيل المثال، إذا كان التنمر يحدث عبر الإنترنت، يمكنك سحب امتيازات استخدام الهاتف أو الإنترنت لفترة محددة.
3. علمي طفلك التعاطف: الأطفال الذين يفهمون مشاعر الآخرين يكونون أقل عرضة لممارسة التنمر. علمي طفلك أهمية التعاطف مع الآخرين، وساعديه على فهم أن كل شخص مختلف، ولكن يجب احترام تلك الاختلافات.
4. شاركي في الأنشطة المجتمعية: من الطرق الفعالة لتوسيع مدارك الأطفال هي المشاركة في الأنشطة المجتمعية أو التطوعية. هذه الأنشطة يمكن أن تساعد طفلك على التعامل مع الأطفال المختلفين عنه وفهم أهمية العمل الجماعي والاحترام المتبادل.
5. تواصلي مع المدرسة: إذا كان التنمر يحدث في المدرسة، فلا تترددي في التواصل مع المعلمين أو الإدارة. اعملوا معًا لوضع خطة تساعد في تغيير سلوك الطفل وتوفير بيئة مدرسية آمنة للجميع.
كل شيء يبدأ من المنزل
الشجار بين الأشقاء طبيعي إلى حد ما، ولكن يجب أن تكون هناك حدود واضحة. تأكدي من أن أطفالك يعرفون أن الصراخ أو الضرب ليسا حلولًا مقبولة. وإذا لاحظت سلوكًا عدوانيًا بين الأشقاء، تفاعلي معه بحزم، لكن بطريقة بناءة، مع تعليمهم طرقًا غير عنيفة للتعامل مع الصراعات.
ولا تنسي أن الأطفال يراقبون سلوكنا نحن البالغين. إذا كانوا يروننا نتعامل مع الغضب أو التوتر بطريقة هادئة وناضجة، فمن المرجح أن يقلدونا.
إذا لاحظت أن سلوك طفلك لا يتحسن رغم محاولاتك، أو إذا كان يعاني مشكلات أكبر في التحكم في غضبه أو تعامله مع الآخرين، فقد يكون من المفيد اللجوء إلى مساعدة مختصة.
