قد يكون من الصعب على الأمهات مشاهدة أطفالهن وهم يلجؤون إلى إيذاء أنفسهم بالضرب، سواء كان ذلك ضرب الرأس أو الوجه أو أجزاء أخرى من الجسم.
هذا السلوك قد يثير القلق والتساؤل عن أسبابه وكيفية التعامل معه بشكل صحيح. إذا كنت تعانين من هذه المشكلة مع طفلك، فإليك ما يجب معرفته وما يمكنك فعله لمساعدته على التوقف عن هذه العادة.
هناك عدة أسباب تدفع الأطفال للجوء إلى هذا السلوك، وغالبًا ما يرتبط بمحاولة التعبير عن مشاعرهم أو تحقيق غرض معين. من أبرز الأسباب:
التعبير عن الإحباط أو الغضب:
عندما يشعر الأطفال بالإحباط أو الغضب، ولا يستطيعون التعبير عن ذلك بالكلمات، قد يلجؤون إلى إيذاء أنفسهم كوسيلة لتفريغ تلك المشاعر.
جذب الاهتمام:
في بعض الأحيان، قد يلاحظ الطفل أن سلوكه العنيف يلفت انتباه الأهل، فيستخدم الضرب كطريقة لجذب الاهتمام، خاصة إذا شعر بأنه لا يحصل على ما يكفي من الرعاية.
التعبير عن الألم أو الانزعاج الجسدي:
قد يحاول الطفل إيصال رسالة بأنه يشعر بألم أو انزعاج جسدي لا يستطيع وصفه بوضوح، فيلجأ إلى الضرب على مكان الألم.
التجربة والاستكشاف:
في مرحلة معينة من التطور، يبدأ الأطفال في استكشاف أجسامهم وفهم حدودها. قد يكون الضرب جزءًا من هذه التجربة لمعرفة ما يحدث عند القيام بذلك.
الحاجة إلى التحكم في الموقف:
يشعر بعض الأطفال بالعجز في مواقف معينة، وقد يضربون أنفسهم كمحاولة لاستعادة السيطرة أو للتعبير عن استقلاليتهم.
التعاطف والفهم:
أولاً، من المهم أن تتفهمي سبب هذا السلوك. حاولي تهدئة طفلك والتحدث معه بلطف لمعرفة ما يشعر به. استمعي إليه بعناية وأكدي له أنك تفهمين مشاعره.
تقديم بدائل للتعبير عن المشاعر:
ساعدي طفلك على تعلم طرق أخرى للتعبير عن غضبه أو إحباطه. يمكن أن تكون الأنشطة البدنية مثل اللعب بألعاب الضغط أو الرسم طرقًا فعالة للتنفيس عن المشاعر.
تجاهل السلوك غير المرغوب فيه:
إذا كان الطفل يستخدم هذا السلوك لجذب الانتباه، حاولي تجاهله وعدم الرد عليه بشكل مفرط. في المقابل، قدمي له الاهتمام والثناء عندما يعبّر عن مشاعره بطرق إيجابية.
التدريب على المهارات الاجتماعية:
ساعدي طفلك على تطوير مهاراته الاجتماعية للتعبير عن احتياجاته ومشاعره بشكل أفضل. يمكن أن يكون اللعب الجماعي والأنشطة التفاعلية مفيدة في تعزيز هذه المهارات.
البحث عن الدعم المهني:
إذا استمر السلوك أو تفاقم، فقد يكون من الضروري استشارة طبيب أو أخصائي نفسي للأطفال. قد يساعد التدخل المبكر على معالجة المشكلات الجذرية ومنع تطور السلوكيات غير المرغوبة.