أعلنت شركة أسترازينيكا، عن بدء سحب لقاحها المضاد لفيروس كورونا من الأسواق العالمية؛ بسبب وجود فائض من لقاحات أخرى متاحة.
وأرجعت الشركة القرار إلى تراجع الطلب على لقاحها "فاكسيفريا"، الذي تم إنتاجه وتوفيره خلال فترة انتشار جائحة كورونا.
وأكدت الشركة أنها ستبدأ في سحب تراخيص تسويق اللقاح داخل أوروبا، مشيرة إلى أن تطور لقاحات أخرى لمكافحة كوفيد-19 أدى إلى تراكم كميات كافية من اللقاحات، مما جعل الطلب على "فاكسيفريا" ينخفض.
تقارير إعلامية سابقة أشارت إلى أن لقاح أسترازينيكا يمكن أن يسبب آثاراً جانبية مثل جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية، ما دفع الشركة إلى تقديم طلب سحب اللقاح في شهر مارس الماضي.
وأشار بيان الشركة إلى فخرها بدور لقاح "فاكسيفريا" في مكافحة الجائحة، مؤكدة أنه تم إنقاذ حياة ملايين الأشخاص، وتوفير مليارات الجرعات في جميع أنحاء العالم، وأن جهودها معترف بها على نطاق واسع.
وبحسب البيان الذي نشرته صحيفة "تليغراف" ستتعاون الشركة مع السلطات التنظيمية لبدء عملية سحب تراخيص التسويق لـ"فاكسيفريا"، حيث لا يتوقع وجود طلب تجاري مستقبلي على اللقاح.
واعترفت شركة "أسترازينيكا" للأدوية في الـ30 من أبريل الماضي للمرة الأولى بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يتسبب في آثار جانبية نادرة ولكن خطيرة، في خطوة قد تفتح الباب أمام تعويضات قانونية بملايين الجنيهات الإسترلينية.
وتواجه الشركة دعوى قضائية جماعية؛ بسبب مزاعم بأن لقاحها، الذي تم تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد، تسبب في وفاة وإصابات خطيرة لعشرات الأشخاص. يزعم المدعون أن اللقاح أدى إلى آثار جانبية كارثية على حياة عدد من العائلات.
وكانت أولى القضايا رفعت العام الماضي من قبل جيمي سكوت، وهو أب لطفلين، أصيب بنزيف في الدماغ منعه من العمل بعد تلقي اللقاح في أبريل 2021.
وتنكر "أسترازينيكا" هذه الادعاءات، لكنها اعترفت في وثيقة قانونية مقدمة للمحكمة العليا في فبراير 2024 بإمكانية حدوث جلطات دموية وانخفاض في عدد الصفائح الدموية في حالات نادرة جدًّا لدى متلقي اللقاح.
ووُجهت 51 دعوى قضائية للمحكمة العليا يطالب فيها الضحايا وأقاربهم بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني. صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويأتي اعتراف "أسترازينيكا" - المقدم في إطار دفاعها القانوني عن قضية سكوت - بعد معارك قانونية مطولة. وقد يؤدي ذلك إلى دفع تعويضات إذا ثبت أن اللقاح كان سببًا مباشرًا لحالات مرضية خطيرة أو وفاة في قضايا محددة.
في رسالة رد أرسلت في مايو 2023، نفت "أسترازينيكا" بشكل قاطع أي علاقة بين لقاحها والجلطات الدموية. لكن في الوثيقة المقدمة للمحكمة العليا، اعترفت الشركة بإمكانية حدوثها في حالات نادرة جدًّا معللة ذلك بآلية غير معروفة.
وأضافت الشركة أن الجلطات الدموية قد تحدث أيضًا دون أي صلة للقاح.
محامو المدعين يجادلون بأن "أسترازينيكا" بالغت في فعالية لقاحها، وهو ما تنفيه الشركة بشدة.
وفي الأشهر التي أعقبت طرح اللقاح، حدد العلماء بعض الآثار الجانبية النادرة الخطيرة المحتملة. ونتيجة لذلك، تم التوصية بإعطاء لقاح بديل لمن هم دون سن الأربعين؛ نظرًا لخطورة لقاح "أسترازينيكا" التي تفوق فوائده في هذه الفئة العمرية.