تكشف دراسة طبية جديدة خطر ظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا، مراوغة للمناعة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.
الدراسة التي سيتم تقديم نتائجها في مؤتمر "ESCMID" العالمي الأسبوع المقبل، في مدينة برشلونة بإسبانيا، تسلط الضوء على الحالة "الأطول معاناة" من كورونا.
ويصف الباحثون التطور الفيروسي لدى مريض أصيب بعدوى فيروس كورونا لمدة 613 يوما، ما أدى إلى ظهور متغير جديد شديد التحور.
وتوفي المريض، وهو رجل هولندي، بعد معاناته من فيروس كورونا التي استمرت لمدة قياسية بلغت 613 يوما.
ودخل الرجل، البالغ من العمر 72 عاما، إلى المستشفى مصابا بالفيروس في فبراير/شباط 2022، ولم يتعافَ أبدا لغاية وفاته في أكتوبر/تشرين من العام الماضي.
يعتقد الأطباء أن الإصابة التي استمرت 20 شهراً بـ"الأحمال الفيروسية العالية" هي الأطول على الإطلاق التي تم تسجيلها منذ انتشار الفيروس، رغم تسجيل عدة حالات لمئات الأيام سابقا.
وقال الأطباء إن المريض كان لديه تاريخ في سرطان الدم، وتلقى العلاج الذي استنزف الخلايا البائية، بما في ذلك التي تنتج عادةً الأجسام المضادة لـ"كوفيد-19".
ورغم تلقي الرجل العديد من لقاحات كورونا، إلا أنه كانت لديه استجابة قليلة للأجسام المضادة لحظة اختباره عند دخول المستشفى، ولم يستجب لعلاجات الأجسام المضادة.
واضطر الرجل، الذي لم يتم الكشف عن هويته، إلى دخول المستشفى مرات عدة؛ بسبب نوبات الأعراض الشديدة، كما أدت العدوى المستمرة لـ "SARS-CoV-2" إلى معاناة المريض من فترات عزل مطولة أثناء دخول المستشفى.
وأكد الباحثون أن الفيروس تحوّر نحو 50 مرة داخل المريض، وأنتج في نهاية المطاف متحورا جديدا مراوغا مناعيا بسبب تطوره الواسع النطاق داخل المضيف، لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه نقله إلى شخص آخر.
وحذروا من أن مثل هذه الحالات تشكل أرضا خصبة لنشوء سلالات جديدة قاتلة من المرض.
ووفقا للدراسة التي ستقدمها ماجدة فيرغوي، من المركز الطبي بجامعة أمستردام في هولندا، فإن الرجل ظل إيجابيا لفيروس كورونا، مع أحمال فيروسية عالية، لمدة إجمالية تبلغ 613 يوما.
وبيّنت أن هذه الحالة تؤكد أهمية تتبع إصابات المرضى الأكثر عرضة للخطر، الذين يمكن استخدام أجسادهم كمضيفين لتطوير طفرات مقاومة.
وأشارت الطبيبة إلى أن هذه الحالة تضاف إلى التقارير الأخرى عن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بنفس العدوى لمدة تزيد على عام، ولكن يبدو أنها الأطول على الإطلاق.