أفادت دراسة نُشرت في دورية "لانسيت" بأن استخدام العلاج الكيميائي التحريضي قبل العلاج الكيميائي الإشعاعي يمكن أن يعزز بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى المصابين بسرطان عنق الرحم المتقدم غير المنتشر.
وعلى الرغم من الارتفاع الملحوظ في نسبة الأعراض الجانبية الخطيرة، فإن الفائدة الإجمالية في تعزيز معدلات البقاء تجعل هذا العلاج خيارًا واعدًا للمستقبل.
العلاج الكيميائي التحريضي هو شكل من أشكال العلاج الكيميائي الذي يُعطى للمريض قبل البدء بالعلاج الأساسي، الذي قد يشمل الجراحة أو العلاج الإشعاعي. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تقليص حجم الورم وزيادة فعاليته تجاه العلاج الأساسي، سواء كان علاجًا إشعاعيًا أو جراحيًا.
كما يُستخدم العلاج الكيميائي التحريضي لتقليل انتشار الخلايا السرطانية قبل بدء العلاج الجذري. يتم إعطاء هذا العلاج على مدار مدة زمنية محددة، وعادةً ما يتضمن أدوية كيميائية قوية تستهدف الخلايا السرطانية، ما يعزز فرص السيطرة على الورم ويُحسن نتائج العلاج الأساسي.
أجرى الباحثون الدراسة على 500 مريض من 32 مركزًا طبيًا في دول مثل البرازيل والهند وإيطاليا والمكسيك والمملكة المتحدة، بحيث تم توزيع المشاركين عشوائيًا بين مجموعتين خلال الفترة من 2012 إلى 2022.
كان معظم المرضى يعانون من سرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، بمتوسط عمر 46 عامًا. 77% من المشاركين كانوا في المرحلة الثانية من المرض، في حين أن أكثر من نصفهم (58%) لم يُظهروا أي علامات على انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية. وتمت متابعة هؤلاء المرضى لمدة متوسطة بلغت 64 شهرًا.
حصلت المجموعة الأولى على العلاج الكيميائي الإشعاعي فقط، فيما تلقت المجموعة الثانية علاجًا يمتد لستة أسابيع باستخدام "الكاربوبلاتين" و"باكليتاكسيل" قبل البدء في العلاج الكيميائي الإشعاعي.
حصل 92% من مرضى المجموعة الثانية التي تلقت العلاج الكيميائي التحريضي على خمس دورات على الأقل من الكاربوبلاتين والبكليتاكسيل، وكان متوسط الفاصل الزمني بين العلاج الكيميائي التحريضي والعلاج الكيميائي الإشعاعي هو 7 أيام. بالإضافة إلى ذلك، تلقى أكثر من 80% من المرضى في كلا المجموعتين أربع دورات على الأقل من السيسبلاتين كجزء من العلاج الكيميائي الإشعاعي.
كشف الباحثون أن 80% من الذين خضعوا لدورة قصيرة من العلاج الكيميائي تمكنوا من العيش لمدة خمس سنوات إضافية على الأقل، فيما لم يعانِ 72% منهم من عودة السرطان أو انتشاره. في المقابل، أظهرت المجموعة الأولى أن 72% من المشاركين عاشوا خمس سنوات على الأقل، ولم يُسجل لدى 64% منهم أي حالات لعودة السرطان أو انتشاره.
وأشار الباحثون إلى أن 58% من المشاركين لم يُظهروا أي علامات على انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية، ما يحد من إمكانية تعميم النتائج على الفئات التي قد تكون أكثر عرضة لخطر الانتكاس، على الرغم من النتائج المشجعة التي أظهرت تحسنًا في معدلات البقاء.
وتظهر النتائج أيضًا أن دمج العلاج الكيميائي التحريضي قبل العلاج الكيميائي الإشعاعي يعزز بشكل ملحوظ فرص البقاء على قيد الحياة لدى المرضى المصابين بسرطان عنق الرحم المتقدم، الذي لم ينتشر بعد إلى أعضاء أخرى.