تُعتبر صحة الأطفال من أولويات أي أسرة، ومن المهم أن نكون واعين لأي تغيرات قد تطرأ على صحتهم.
السرطان لدى الأطفال، رغم كونه أقل شيوعًا مقارنةً بالبالغين، فهو يمثل تحديًا صحيًّا كبيرًا. ففي المملكة المتحدة وحدها، يتم تشخيص نحو 1838 طفلًا سنويًّا بالسرطان، بما في ذلك أورام الدماغ الحميدة.
من أجل ذلك نقدم لك دليلًا شاملاً لمعرفة الأعراض والعلامات المتعلقة بسرطان الأطفال، وننصح بالتوجه إلى الطبيب حال شككت في وجود أيٍّ من هذه الأعراض.
حسب مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فإن سرطان الأطفال هو حالة تنشأ عندما تبدأ خلايا غير طبيعية في الانقسام بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى تكوين أورام. تُظهر الأبحاث أن أنواع السرطان التي تصيب الأطفال تختلف عن تلك التي تصيب البالغين.
تتعدد أنواع السرطان التي تصيب الأطفال، ومن أبرزها:
يعد من أكثر الأنواع شيوعًا، ويؤثر في الدم.
تشكل تحديًا كبيرًا في تشخيصها وعلاجها.
سرطان يبدأ في الجهاز اللمفاوي.
مثل الورم العضلي المخطط وساركوما العظام.
يصيب خلايا الأعصاب.
نوع من سرطان الكلى.
سرطان يصيب العين.
رغم ندرة سرطان الأطفال، فقد شهدت معدلات الشفاء تحسنًا كبيرًا. في الستينيات، كانت نسبة الشفاء تتراوح بين 20-30%، بينما اليوم ينجو أكثر من 80% من الأطفال المصابين لمدة خمس سنوات أو أكثر.
يمكن أن تكون أعراض السرطان لدى الأطفال مشابهة لأعراض أمراض أخرى، ما يجعل التشخيص المبكر تحديًا. تشمل الأعراض التي قد تشير إلى وجود سرطان:
مثل عدم القدرة على التبول أو وجود دم في البول.
انتفاخ أو صلابة في أي جزء من الجسم.
آلام مستمرة وغير مفسرة.
آلام توقظ الطفل أثناء النوم.
أو تغيرات في سلوك الطفل.
لا يختفي بمرور الوقت.
شعور بالتعب المستمر.
أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
وارتفاع غير مفسر في درجة الحرارة.
ضيق التنفس غير المفسر.
انعكاسات غير عادية في الصور.
طفح جلدي من بقع حمراء أو بنفسجية.
إذا لاحظت أيًّا من هذه الأعراض، يجب زيارة طبيب الأطفال في أقرب وقت ممكن. يمكن أن يساعد الطبيب في تقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
من المفيد طباعة قائمة الأعراض وأخذها معك إلى الموعد الطبي، حيث يمكن أن تكون أداة فعالة في توضيح مخاوفك للطبيب.
بعد زيارة الطبيب، قد تحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر رؤية أخصائي، مثل طبيب الأطفال أو طبيب العيون إذا كانت الأعراض متعلقة بالعين. يجدر بالذكر أن معظم الأطباء يأخذون مخاوف الوالدين على محمل الجد.
تثير مخاطر وأسباب السرطان قلق العديد من الأسر. ورغم قلة حدوثه، فإن فهم المخاطر المحتملة يمكن أن يساعد في توفير الدعم المناسب.
عوامل الخطر هي أي شيء قد يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، ولكن وجود عامل خطر لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب بالمرض. لا يزال سبب معظم أنواع السرطان لدى الأطفال غير معروف، وذلك بسبب ندرة هذه الأمراض وتنوعها.
بعض العوامل قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالسرطان، مثل:
من المهم أن يدرك الآباء أن السرطان ليس معديًا، ولا يمكن أن ينتقل من طفل إلى آخر. معظم الأطفال الذين تظهر عليهم عوامل الخطر لا يصابون بالسرطان، بينما قد يصاب أطفال آخرون دون وجود عوامل خطر واضحة.
تعزيز الوعي حول أعراض السرطان لدى الأطفال يعد أمرًا ضروريًا. كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا، زادت فرص الشفاء. لذا، يجب أن يكون الآباء يقظين ويبحثوا عن الرعاية الطبية عند ملاحظة أي تغييرات غير عادية في صحة أطفالهم.
تلقّي تشخيص السرطان يمكن أن يكون تجربة مرعبة. من المهم أن تحيط نفسك بالدعم من الأصدقاء والعائلة، وطلب المساعدة عند الحاجة. وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يكون أمرًا حاسمًا في هذه الأوقات الصعبة.
عندما يتم تشخيص سرطان الطفل، يتم وضع خطة رعاية شاملة من قبل فريق متخصص في علاج السرطان للأطفال. يتكون هذا الفريق من أطباء وممرضين ومتخصصين في الصحة النفسية، حيث يقدمون الدعم العملي والعاطفي للعائلة.
في الختام، إن مراقبة صحة أطفالنا وفهم الأعراض المحتملة للسرطان يعد أمرًا حيويًا. يجب أن نتذكر أن القلق بشأن صحة الأطفال هو شعور طبيعي، ولكن التواصل مع الأطباء والتعامل مع الأعراض بجدية هو الطريق نحو اتخاذ خطوات فعالة. التوعية المبكرة والدعم الشامل يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في نتائج العلاج.