في عالمٍ يتسم بالتنوع، تبرز بعض الاختلافات لتشكل هويات فريدة. يُعتبر التوحد أحد هذه الاختلافات، غالبًا ما يُربط بالطفولة، لكنه يمتد ليشمل تجارب البالغين أيضًا.
فقد كشفت الدكتورة ميغان آنا نيفي، عالمة نفس سريرية في ولاية أوريغون، عن حقيقة مثيرة للاهتمام لموقع HuffPost، وهي أن العديد من البالغين، وخاصة النساء، يتم تشخيصهم بالتوحد في مرحلة متأخرة من حياتهم.
لماذا يصعب تشخيص التوحد عند البالغين؟
تشخيص التوحد في مرحلة البلوغ يمكن أن يكون نقطة تحول في حياة الفرد حسب ما تؤكد الدكتورة ميغان، فمعرفة سبب الصعوبات التي يواجهها، تسهل الوصول إلى الدعم المناسب.
وتشير ميغان، إلى تتعدد الأسباب التي تجعل تشخيص التوحد في مرحلة البلوغ أمرًا صعبًا. من بينها:
- التكيف مع المجتمع: يسعى الأفراد طوال حياتهم للتكيف مع بيئتهم الاجتماعية. وبالتالي، يتعلم الأشخاص المصابون بالتوحد تكييف سلوكهم ليلائم التوقعات الاجتماعية؛ ما يجعل أعراضهم أقل وضوحًا.
- تحيز أدوات التشخيص: تم تطوير العديد من أدوات تشخيص التوحد بناءً على دراسات أجريت على صبيان من خلفيات اجتماعية واقتصادية محددة؛ ما يجعل هذه الأدوات أقل فعالية في تشخيص البالغين والنساء.
- التركيز على الأعراض الخارجية: غالبًا ما يتم التركيز على الأعراض السلوكية الظاهرة للتوحد، بينما يتم تجاهل الأعراض الداخلية التي تختلف من شخص لآخر.
أهم الأعراض التي تنذر بالتوحد عند البالغين
رغم صعوبة التشخيص، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود طيف التوحد عند البالغين بحسب الدكتورة ميغان ومنها:
- الشعور بالاختلاف: يشعر العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد بأنهم مختلفون عن الآخرين، وكأنهم يعيشون في عالم مختلف.
- صعوبة فهم الإشارات الاجتماعية: قد يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في فك رموز لغة الجسد وتعبيرات الوجه؛ ما يؤثر على تفاعلاتهم الاجتماعية.
- تاريخ علاقة معقد: غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالتوحد تاريخ علاقة اجتماعية مربك، حيث يجدون صعوبة في بناء علاقات عميقة ومستدامة.
- الحساسية الحسية: قد يكون الأشخاص المصابون بالتوحد أكثر حساسية أو أقل حساسية للمحفزات الحسية، مثل الضوضاء والضوء.
- الحاجة إلى الروتين: يميل الأشخاص المصابون بالتوحد إلى تفضيل الروتين والاستقرار، وقد يشعرون بالقلق عند حدوث تغييرات مفاجئة.
- العزلة الاجتماعية: قد يفضل الأشخاص المصابون بالتوحد قضاء الوقت بمفردهم لإعادة شحن طاقتهم بعد التفاعلات الاجتماعية.
- التمويه: يلجأ العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد إلى إخفاء جوانب من شخصياتهم للتكيف مع البيئة الاجتماعية؛ ما قد يؤدي إلى الإرهاق النفسي.
- اهتمامات مكثفة: غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالتوحد اهتمامات محددة وعميقة، وقد يقضون وقتًا طويلًا في دراستها أو ممارستها.
- التواصل المباشر والصريح: يفضل الأشخاص المصابون بالتوحد التواصل بطريقة مباشرة وصريحة، وقد يجدون صعوبة في فهم المعاني المجازية.