"تنطوي تلك الطريقة على تهدئة الذهن، والتركيز على النفس، والاهتمام أكثر بعملية التنفس، وتخفيف التوتر وإرخاء الجسم بصورة تدريجية".
لا شكَّ أننا جميعًا نعرف مدى النفع الذي يعود على الجسم والصحة من الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة، لهذا السبب، يوصي دائمًا الأطباءُ بضرورة الاهتمام بهذا الجانب قدر المستطاع.
وهناك العديد من الدراسات التي سبق لها تأكيد أن الحصول على قسط كاف من النوم بصورة منتظمة هو أمر من شأنه أن يجعلك أكثر ذكاء، وأكثر يقظة وحيوية بعد الاستيقاظ وبدء يومك.
والحقيقة أن النوم هو الخطوة الأكثر أهمية التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك، ولعلك تلمسين ما يطالك حال عدم نومك بالقدر الكافي في اليوم السابق، لاسيما على صعيد التركيز والإنتاجية.
وعلى المدى الطويل، قد تؤدي قلة النوم إلى تزايد خطر الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسمنة وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تحظى بتداعياتها المختلفة.
وبدأ يكثر الحديث مؤخرًا عن تجاه جديد فيما يخص طرق تعزيز النوم، وهو الاتجاه الذي يعرف بطريقة النوم العسكرية، التي توفر فرصة فريدة من نوعها للاسترخاء والانغماس في النوم.
ما طريقة النوم العسكرية؟
كانت بداية الحديث عن تلك الطريقة في كتاب Relax and Win: Championship Performance لمؤلفه مدرب العدو الأولمبي، لويد بود وينتر، عام 1981.
وتلك الطريقة هي باختصار شكل من أشكال الاسترخاء الشامل الذي يمتد حرفيا من أعلى الرأس لأخمص القدم.
وتنطوي تلك الطريقة على تهدئة الذهن، والتركيز على النفس، والاهتمام أكثر بعملية التنفس، وتخفيف التوتر وإرخاء الجسم بصورة تدريجية.
وعلق على ذلك دكتور أنيس ويلسون، أستاذ علم الأعصاب وطب النوم المساعد في كلية بايلور للطب بولاية تكساس، بقوله "يضر ارتفاع مستويات التوتر بالنوم، كونه يطيل المدة التي يستغرقها الجسم من أجل الانخراط في النوم، وهو ما يحد بالتبعية من جودة النوم. كما تتسبب قلة النوم في تحفيز نظام استجابة الجسم للضغوط، ما يؤدي إلى ارتفاع هرمونات التوتر، وتحديدًا الكورتيزول؛ ما يزيد من اضطراب النوم".
كيف تستغلين تلك الطريقة لتعزيز جودة نومك؟
رغم عدم وجود أدلة قاطعة وسريعة على فاعلية تلك الطريقة، فإن الكلام الذي يتناقله الناس فيما بينهم هو أوضح مقياس يؤكد على ما يبدو حقيقة نجاح تلك الطريقة وجدواها من الناحية العملية.
وهو ما وافق عليه كثيرون ممن جربوا تلك الطريقة، إذ أكدوا جميعهم أنها غيرت حياتهم للأفضل بالفعل بفضل فاعليتها في تبديل قدرتهم على الانخراط في النوم والتمتع بجودة نوم أفضل.
وثبت من دراسة أجريت عام 2013 أن تلك الطريقة تحظى بقدر كبير من الفاعلية حين يتعلق الأمر بمواجهة نوبات الأرق التي تحد من قدرة كثيرين على الانخراط في النوم كل ليلة.
ويمكن لأي شخص الاستفادة منها حال اتباعه الخطوات التالية: إرخاء الوجه كاملا، وغلق العينين، وأخذ نفس عميق ببطء، ثم إرخاء كافة أنحاء الجسم، وإرخاء اللسان مع فتح الفكين قليلا، بعدها إغماض العينين برفق، و إرخاء الكتفين والساعدين واليدين، ثم إرخاء الساقين بدءًا من الوركين والفخذين ثم الانتقال للركبتين والقدمين، والمداومة في غضون ذلك على أخذ نفس عميق ببطء وهدوء تام.
وأخيرًا يمكنك القيام ذهنيًّا باستحضار مكان يبعث على الاسترخاء والتوقف عن التفكير، وحال النجاح في تلك الحيل البسيطة، سيكون بمقدورك الانخراط في النوم خلال بضع ثوان.
وحتى إن استغرق الأمر في البداية بضع دقائق، فإنه سيتحسن مع الوقت، شرط الصبر والممارسة.