بعد تلقي تشخيص سرطان الثدي، قد تواجهين مجموعة من المشاعر المتباينة مثل القلق والشك وعدم اليقين. من الطبيعي أن تشعري بالتوتر في هذه المرحلة الحرجة، إذ يتعين عليك التفكير في خيارات العلاج والتكيف مع تغييرات حياتك الجديدة.
تشير الأبحاث المنشورة في المكتبة الوطنية للطب الأمريكية إلى أن هرمونات التوتر تؤدي دورًا مهمًّا في تطور الخلايا السرطانية. كما أن التوتر المزمن يمكن أن يضعف الاستجابة المناعية للجسم، ما يؤثر سلبًا على قدرته على مكافحة الخلايا السرطانية.
ومع ذلك، يمكن تغيير هذا السيناريو. فقد أظهر تحليل نُشر في مجلة "Integrative Cancer Therapies" أن تقليل مستويات التوتر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على النتائج الصحية لدى الأشخاص المصابين بجميع مراحل السرطان!
تعتبر ممارسة الرياضة من أبرز وسائل تخفيف التوتر، وقد أثبتت الدراسات فاعليتها. وفقًا لتقرير من "المائدة المستديرة الدولية متعددة التخصصات للكلية الأمريكية للطب الرياضي"، يمكن للنشاط البدني المعتدل تقليل القلق والأعراض الاكتئابية لدى مرضى السرطان. توصي الجمعية الأمريكية للسرطان بالمشي لمدة 30 دقيقة، خمسة أيام في الأسبوع، إذ يسهم هذا النشاط في تحسين جودة الحياة أثناء العلاج من سرطان الثدي.
هل لديكِ شغف بالرسم، أو تعلم لغة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية؟ دراسة نُشرت في مجلة "Medical Oncology" أظهرت أن النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي يمارسن هوايات اجتماعية يشعرن بتحسن في تقدير الذات، ما يساعدهن على التعامل مع التوتر، ويحسن نوعية حياتهن بشكل عام.
يعتمد علم الأورام التكاملي على الجمع بين العلاجات التقليدية والتكميلية لتحقيق الشفاء. يمكن أن تساعد اليوغا، والوخز بالإبر، والتأمل، والتدليك، والرقص، والتاي تشي في تقليل التوتر. دراسة صغيرة نُشرت في "Integrative Cancer Therapies" وجدت أن مرضى السرطان الذين يعانون القلق استفادوا من برامج جماعية تعتمد على هذا النوع من العلاج. يُنصح بالتواصل مع طبيبك أو الممرضة للعثور على خدمات العلاج التكميلي المناسبة لك.
تسبب رحلة علاج السرطان العديد من الضغوط، مثل إدارة الآثار الجانبية للعلاج أو مواجهة عدم اليقين بشأن المستقبل. لكن مشاركة مخاوفك مع الأحباء يمكن أن تخفف العبء. إذا شعرتِ بعدم القدرة على الاعتماد على الأصدقاء والعائلة، يمكنك الانضمام إلى مجموعات الدعم الخاصة بمرضى السرطان. يُظهر البحث أن الدعم الاجتماعي مرتبط بتحسين النتائج الصحية لمرضى سرطان الثدي.
تجربة الأجواء الطبيعية يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة. تشير الدراسات إلى أن التدخلات القائمة على الطبيعة تعمل على تعزيز الصحة العامة وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب. إذا كان لديكِ الوقت، يمكنك قضاء يوم في الغابة أو الريف، أو حتى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية من النافذة أو المشي في الهواء الطلق.
لا تترددي في طلب المساعدة من المعالجين النفسيين أو المتخصصين بعد تشخيص السرطان. يمكن أن يساعد هؤلاء المحترفون في إدارة التحديات العاطفية والعقلية.
توصي بعض المنظمات، بما في ذلك الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، بفحص جميع مرضى السرطان عند التشخيص، وفي أثناء العلاج، وبعده لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى دعم نفسي. إذا كان العلاج بالكلام ليس الخيار الأنسب لك، يمكن التفكير في العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد على كسر دورات التفكير السلبية، ويقدم طرقًا أكثر صحة لإدارة التوتر.
تذكري أن العناية بنفسك تتطلب جهدًا، ومن المهم أن تتخذي خطوات إيجابية لتحسين صحتك النفسية والجسدية خلال هذه الرحلة.