لطالما كانت أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيس للوفاة على مستوى العالم، وتستمر الأرقام في الارتفاع.
ومع ذلك، هناك اختلاف ملحوظ بين الجنسين في تأثير هذه الأمراض، حيث يتعرض الرجال للإصابة بنوبات قلبية أكثر ضررا من النساء.
هذا التفاوت، الذي ظل لفترة طويلة غير مفهوم للعلماء، دفع إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراءه.
وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة جوتنبرج في السويد، تم الكشف عن دور حاسم لهرمون التستوستيرون في تفاقم الأضرار الناجمة عن النوبات القلبية لدى الرجال.
هذه الدراسة لا تسلط الضوء فقط على الآليات البيولوجية التي تسهم في هذا الاختلاف بين الجنسين، بل تقدم أيضا حلولا محتملة باستخدام أدوية موجودة بالفعل.
هل يصاب الرجال بنوبات قلبية أكثر ضررا من النساء؟
نعم؛ إذ وفقا للدراسة الجديدة، يميل الرجال إلى الإصابة بنوبات قلبية أكثر ضررا من النساء، والسبب الرئيس هو هرمون التستوستيرون.
وأوضحت الدراسة أن التستوستيرون يعزز الاستجابة الالتهابية في قلوب الرجال بعد النوبة القلبية؛ ما يؤدي إلى تلف أكبر في عضلة القلب.
وفي التفاصيل التي نشرها موقع newatlas، أجرى الباحثون تجارب على فئران ذكور وإناث، حيث قاموا بحجب الشريان التاجي لمدة 45 دقيقة لإحداث نوبة قلبية، ثم أعادوا تدفق الدم.
وبعد 24 ساعة، وجدوا أن الفئران الذكور لديها مستويات أعلى من الخلايا المتعادلة (النيوتروفيل) في الدم، ومناطق أكبر من الاحتشاء (تلف عضلة القلب) مقارنة بالإناث.
كما وجدوا أن مستويات التستوستيرون كانت أعلى بـ 15 مرة في الفئران الذكور مقارنة بالإناث.
هذه النتائج تشير إلى أن التستوستيرون يلعب دورا حاسما في تفاقم الاستجابة بعد النوبة القلبية؛ ما يؤدي إلى تلف أكبر في عضلة القلب لدى الرجال.
ماذا قال الباحثون حول دراستهم
أكدت البروفيسورة آسا تيفيستين، قائدة الدراسة، على أهمية مراعاة الفروق بين الجنسين في الأبحاث والرعاية الصحية.
وقالت، إن التستوستيرون يقوي الاستجابة الالتهابية في الفئران الذكور؛ ما يؤدي إلى إصابة قلبية أكثر شمولا. وأشارت إلى أن عقار توسيليزوماب، الذي يثبط الاستجابة الالتهابية، قد يكون علاجا فعالا للحد من تلف عضلة القلب بعد النوبة القلبية، خاصة لدى الرجال.
وتنصح الطبيبة آسا الأطباء أن يكونوا على دراية بهذه الفروق بين الجنسين، وأن يقدموا علاجات مخصصة بناء على هذه الفروق. ويجب على الرجال الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب أن يكونوا أكثر حذرا، وأن يتبعوا نمط حياة صحيا، وأن يخضعوا لفحوصات منتظمة.
يعتبر فهم الآليات البيولوجية التي تقف وراء الاختلافات بين الجنسين في استجابة القلب للنوبات القلبية يمثل خطوة حاسمة نحو تحسين الرعاية الصحية.
وهذه الدراسة تفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر فعالية ومخصصة، وتقليل الخسائر الناجمة عن النوبات القلبية وتحسين نوعية حياة المرضى.
