مع الكثير من التغييرات التي تمر بها الحامل، من الطبيعي أن تشعر بالتوتر حيال كل مرحلة جديدة تعيشها.
فالشعور بالتوتر في أثناء الحمل هو أمر شائع ومتوقع، لكن الخطر هو المستويات المرتفعة من التوتر التي تواجهها المرأة الحامل، والتي قد تتسبب في حدوث مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
نسلط الضوء في هذا الموضوع عن كل ما ترغبين بمعرفته عن التوتر في أثناء الحمل، أسبابه وأعراضه، وكيفية تأثيره على الجنين، بالإضافة إلى حلول من شأنها مساعدتك على تجاوز هذه المرحلة بسلام.
حدد موقع March of Dimes مجموعة من أبرز الأسباب التي قد تزيد الشعور بالتوتر والضغط النفسي خلال فترة الحمل، ومن بينها:
كالغثيان الصباحي، والإمساك، والإرهاق، أو آلام الظهر التي قد تصبح مزعجة مع تقدم الحمل.
تلعب التقلبات الهرمونية دورا كبيرا في تقلب المزاج؛ ما يجعل التحكم في التوتر أكثر صعوبة في بعض الأحيان.
خصوصا بشأن ما قد يحدث في أثناء المخاض أو الولادة، أو الخوف من تحمل مسؤولية رعاية المولود الجديد.
إذا كنتِ تعملين، فقد تجدين نفسك أمام تحدي إدارة العمل، بالإضافة إلى التحضير لفترة إجازة الأمومة.
قد تظهر هذه المشاعر نتيجة خلافات مع الشريك أو أفراد الأسرة، أو بسبب الشعور بنقص في المساندة العاطفية والاجتماعية.
وفقا لموقع Medical News Today، لا توجد معايير ثابتة تحدد مدى التوتر الذي يمكن أن تتحمله الحامل خلال فترة الحمل. ومع ذلك، من الضروري أن تتحدث الحامل مع الطبيب في الحالات التالية:
خاصة إذا كان بشكل متواصل، فإذا استمر هذا الشعور لأكثر من أسبوعين عليها التحدث مع الطبيب.
مثل تسارع نبضات القلب، أو التنفس السريع، أو الشعور بالدوار، أو الغثيان، أو التعرق المفرط، أو الإصابة بالإسهال.
وهي نوبات مفاجئة من خوف شديد يصاحبها استجابات جسدية قوية.
كالتفحص والعد المستمر، كوسيلة للسيطرة على القلق أو الشعور بالتحسن.
حيث تشعر الحامل بعدم قدرتها على التحكم بها أو التخلص منها.
لدرجة الشعور بعدم الرغبة في خوض تجربة الولادة تماما.
أظهرت دراسة أُجريت في عام 2019 أن ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُفرز عند الشعور بالتوتر خلال فترة الحمل، قد يؤدي إلى ارتفاع مستوياته أيضًا لدى الجنين. هذا الارتفاع قد يزيد احتمالات مواجهة الجنين لمشاكل في النمو.
كما أن التوتر العاطفي خلال الحمل قد يُؤثر سلبا في التطور المعرفي للطفل؛ ما قد يتسبب في صعوبات تتعلق بالانتباه، أو مشاكل سلوكية، أو زيادة المشاعر السلبية لديه.
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن القلق أو التوتر قبل الولادة قد ينعكس على نمو الطفل منذ مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، حيث قد تؤدي اضطرابات القلق التي تعاني منها الأم إلى زيادة احتمالية إصابة الطفل باضطرابات القلق في مراحل لاحقة من حياته.
لا يزال الأطباء غير قادرين على تحديد الكيفية الدقيقة التي يؤثر بها التوتر على الحمل، إلا أن هناك اعتقادا بأن بعض الهرمونات المرتبطة بالتوتر قد تلعب دورا في ظهور مضاعفات معينة في أثناء الحمل.
من أبرز مخاطر التوتر النفسي على الحامل:
قد يؤدي التوتر المفرط إلى ارتفاع ضغط الدم؛ ما يزيد احتمال الولادة المبكرة أو إنجاب طفل بوزن منخفض.
يمكن أن يُفاقم التوتر مشاكل المشيمة مثل تسمم الحمل أو تقييد نمو الجنين.
يرتبط التوتر بزيادة احتمالية إنجاب طفل خديج (مولود قبل 37 أسبوعًا) أو منخفض الوزن (أقل من 2.5 كجم).
مثل الأرق، وآلام الجسم، والغثيان الصباحي؛ إذ قد تصبح أكثر حدة نتيجة للتوتر.
في بعض الحالات، قد تلجأ النساء لمواجهة التوتر بطرق ضارة كالتدخين أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات؛ ما ينعكس سلبا على صحة الأم والجنين
لإدارة التوتر النفسي خلال الحمل والتخفيف من آثاره، يمكن للحامل اتباع مجموعة من الخطوات الفعالة التي تسهم في تحسين حالتها النفسية والجسدية، ومنها:
يُوصى بتناول الأطعمة المغذية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع الحرص على النوم الكافي.
من المهم مناقشة الأعراض المزعجة مثل الغثيان الصباحي مع الطبيب للبحث عن طرق تخفف منها.
يمكن للحامل طلب المساعدة من الشريك أو أفراد العائلة في الأعمال المنزلية، وتخفيف أعباء العمل بتوزيع المهام على الزملاء عند الحاجة.
يُنصح بالاستعداد لإجازة الأمومة بوقت كافٍ، مع وضع قوائم واضحة للمهام لترتيب الأولويات وتنظيم الوقت.
يُمكن الاستفادة من أوقات الفراغ بممارسة التأمل أو اليوغا أو أي نشاط يساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر.
يُعد التعرف على مراحل الحمل، وأساليب الولادة، وطرق العناية بالمولود الجديد وسيلة فعالة لتقليل المخاوف وزيادة الشعور بالاستعداد.
من المفيد أن تُشارك الحامل احتياجاتها مع شريكها أو عائلتها وأصدقائها لضمان الدعم النفسي المناسب خلال هذه المرحلة.
في حال كانت الحامل تعاني من أعراض اكتئاب أو قلق، يمكن للطبيب اقتراح خيارات علاجية، سواء عبر الاستشارة النفسية أو استخدام الأدوية الموصوفة.
اتباع هذه الخطوات يساعد الحامل على التعامل مع التحديات التي تواجهها بفعالية، ويعزز صحتها وصحة جنينها.
للنظام الغذائي دور بارز في تحسين الصحة النفسية وتنظيم الحالة المزاجية، خاصة خلال فترة الحمل؛ إذ يسهم في تخفيف التوتر وتوفير العناصر الغذائية الضرورية لصحة الأم والجنين. من أبرز الأطعمة المفيدة:
تُعد الأسماك الغنية بالأوميغا 3 من الخيارات المثلى لدعم الصحة النفسية، مثل الماكريل، السردين، السمك الأزرق، السلمون، سمك التونة، والسمك الأبيض، بشرط أن تكون منخفضة الزئبق.
تُساعد في استقرار مستويات السكر في الدم؛ ما يقلل تقلبات المزاج. تناول الكينوا، الأرز البني، أو الشوفان كجزء من نظامك الغذائي يعزز استقرار حالتك النفسية.
لا تقتصر فوائدها على استقرار مستوى السكر في الدم، بل تمتد لتشمل تحسين المزاج العام؛ إذ تُسهم الحبوب الكاملة المليئة بالألياف في تحقيق هذا التوازن.
مثل اللوز، الكاجو، بذور الكتان، وبذور الشيا، التي توفر أوميغا 3 والمغنيسيوم الضروري لإنتاج السيروتونين، الذي يعزز الإحساس بالراحة النفسية.
مثل السبانخ، الجرجير، والكرنب، التي تمتاز بخصائصها المضادة للالتهابات واحتوائها على فيتامين ب وحمض الفوليك، إضافة إلى مضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتين وفيتامين سي وإي، التي تسهم في تقليل التوتر وتنظيم المشاعر.
من الطبيعي أن تشعر الحامل ببعض القلق أو التوتر، لكن استمرار هذه المشاعر لفترات طويلة أو بشكل شديد قد يؤثر سلبا على صحتها وصحة جنينها. لذلك، ينصح خبراء caryobgyn باتباع بعض النصائح لتخفيف التوتر خلال الحمل، ومنها:
تُعد تمارين التنفس العميق وسيلة فعالة لتهدئة الجهاز العصبي وتوفير كمية كافية من الأكسجين للأم والجنين.
تمارين التنفس تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر بشكل ملحوظ.
يسهم التمدد في تقليل التوتر العضلي الناتج عن إفراز هرمونات القلق.
خذي بضع دقائق من يومك لتمديد الرقبة، الظهر، الذراعين، والساقين.
على سبيل المثال، لتمديد الرقبة، أميلي رأسك ببطء نحو كتفك اليسرى، حتى تشعري بتمدد طفيف، واحتفظي بهذا الوضع لمدة 20 ثانية، ثم كرري التمرين للجانب الآخر.
احرصي على التنفس ببطء وعمق في أثناء أداء هذه التمارين لمساعدة العضلات على الاسترخاء.
تلعب الرياضة دورا مهما في تحسين المزاج بفضل إفراز هرمون الإندورفين، الذي يساعد على تقليل الشعور بالتوتر.
لست بحاجة إلى صالة رياضية، بل يمكنك ممارسة أنشطة بسيطة مثل المشي اليومي أو القيام ببعض التمارين الخفيفة في المنزل أو المكتب.
اختاري الأنشطة التي تشعرك بالراحة والاسترخاء لتكون جزءا ممتعا من يومك.
وفي ختام الموضوع، فإن اتباع هذه النصائح بشكل منتظم يسهم في تحسين الحالة النفسية للحامل؛ ما ينعكس إيجابا على تجربتها في أثناء الحمل وعلى صحة جنينها.