أشارت دراسة حديثة إلى وجود صلة مقلقة بين التعرض لكميات كبيرة من الفلورايد خلال فترة الحمل والمشاكل السلوكية العصبية لدى الأطفال.
وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، أن النساء اللائي تعرضن لمستويات أعلى من الفلورايد في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، كنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون نوبات غضب، وآلامًا في المعدة، وصداعًا غامضًا، وأعراضًا سلوكية عصبية أخرى مثل القلق وأعراض مرتبطة بالتوحد.
ومع ذلك لم تثبت الدراسة وجود علاقةٍ سببية مباشرة، أي أن التعرض للفلورايد لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب بمشاكل سلوكية عصبية.
وفي ضوء ذلك أوضحت الدكتورة تريسي باستين، كبيرة مؤلفي الدراسة أن "هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد العلاقة السببية وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الصلة".
وتتبعت الدراسة المنشورة في مجلة JAMA Network Open، أكثر من 200 امرأة حامل من أصل إسباني يعشنَ في لوس أنجلوس، وقامت بقياس مستويات الفلورايد في بولهن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
ووجدت الدراسة، أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الفلورايد قبل الولادة كانوا أكثر عرضة بنسبة 83% للإصابة بمشاكل سلوكية داخلية (مثل الخوف والخجل والقلق).
ولم تُظهر الدراسة أي علاقة بين التعرض للفلورايد والسلوكيات الخارجية مثل العدوان ومشاكل الانتباه.
وتُعدّ هذه أول دراسة أمريكية تبحث في هذا الارتباط، وتُثير نتائجها القلق نظرًا لأن مستويات الفلورايد في الدراسة كانت منخفضة نسبيًّا، أي ضمن المعدلات المعتادة في أمريكا الشمالية.
وعادة ما يُضاف الفلورايد إلى مياه الشرب في العديد من المناطق للمساعدة على منع تسوس الأسنان، حيث يقوي المينا، ويمنع نمو البكتيريا، ويعيد المعادن المفقودة.
وتُشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن أكثر من 209 ملايين شخص في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 72.7% من السكان، يحصلون على مياه مفلورة من خلال شبكات المياه العامة.
ومع ذلك، تُعارض بعض الجهات إضافة الفلورايد إلى الماء، بدعوى مخاطرها الصحية، بل نجح بعضهم في فرض حظر على الفلورايد في مدنهم.
وكانت دراسة كندية سابقة أجريت عام 2019 ربطت التعرض العالي للفلورايد أثناء الحمل بانخفاض درجات معدل الذكاء لدى الأطفال في سن 3-4 سنوات.
ولا ينصح مؤلفو الدراسة الجديدة بوقف إضافة الفلورايد إلى الماء، بل يطرحون "الحاجة إلى وضع توصيات للحد من التعرض للفلورايد خلال فترة ما قبل الولادة".