تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" العالمية إلى أن أكثر من ثلث النساء يواجهن مشكلات صحية طويلة الأمد بعد الولادة؛ ما يكشف عن أزمة صحية ملحة تؤثر في ملايين النساء حول العالم.
يُقدّر أن نحو 40 مليون امرأة تعاني سنويًا من مضاعفات مرتبطة بالولادة؛ ما يستدعي اهتمامًا أكبر من المجتمع الطبي.
تتناول الدراسة العبء الكبير لحالات ما بعد الولادة التي تستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد الإنجاب، مثل الألم أثناء الجماع (35% من النساء بعد الولادة) وآلام الظهر (32%) وسلس البراز (19%) وسلس البول (8-31%) والقلق والاكتئاب.
ويدعو مؤلفو الدراسة إلى ضرورة الاعتراف بهذه المشكلات داخل النظام الصحي، حيث تتجاوز كثير من هذه الحالات فترة حصول النساء على الخدمات بعد الولادة، وخاصة إذا كانت الأعراض ناتجة عن ولادات متعددة. كما يؤكدون على أهمية الرعاية الجيدة أثناء الحمل والولادة للكشف عن المخاطر ومنع المضاعفات التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد.
تقول الدكتورة باسكال ألوتي من منظمة الصحة العالمية إن العديد من الحالات بعد الولادة تسبب معاناة كبيرة في حياة النساء، ومع ذلك، فإنها غالبًا ما تُهمَل ولا تُعترف بها بشكل كافٍ. ومن الضروري أن تحصل النساء على مجموعة من الخدمات الصحية التي تلبي احتياجاتهن.
تسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى نهج شامل لتحسين صحة النساء، مشيرةً إلى ضرورة معالجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تؤثر على صحة النساء.
في المجمل، تدعو إلى نظام صحي قوي ومتعدد التخصصات يوفر خدمات مهنية ومراعية لاحتياجات النساء، ويعالج الفجوات التي تعاني منها الفئات الأكثر ضعفًا.
بعد الولادة، قد تواجه الأمهات مجموعة من التحديات الصحية والعاطفية. ولأن أعراض ما بعد الولادة شائعة، فإن بعض الأمهات قد يتجاهلنها؛ ما قد يُفاقم من حالتهن. إليك بعض النصائح الهامة لتكوني دائمًا منتبهة لصحتك:
لا تترددي في زيارة الطبيب لمناقشة أي مشاكل صحية تعانين منها بعد الولادة.
احصلي على دعم نفسي من الأصدقاء والعائلة أو من مختصين إذا شعرت بالاكتئاب أو القلق.
اجعلي ممارسة الرياضة جزءًا من روتينك اليومي لتحسين صحتك البدنية والنفسية.
احرصي على تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية.
تحدثي مع أمهات أخريات لمشاركة التجارب والدعم.