شرب الماء في شهر رمضان أمر ضروري لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم خلال ساعات الصيام الطويلة، لكن هناك اعتقاد شائع بأن شرب كميات كبيرة من الماء بعد الإفطار مباشرة قد يكون مفيدًا لترطيب الجسم سريعًا.
فهل هذا الأمر صحي؟ وهل يمكن أن يسبب مشاكل للجهاز الهضمي؟ إليكم التفاصيل.
شرب الماء على معدة فارغة بعد الصيام بكميات كبيرة دفعة واحدة قد يؤدي إلى بعض المشكلات الصحية وفق ما أشار إليه موقع "Harvard Health Publishing"، منها:
عند شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة، تمتلئ المعدة بسرعة، مما يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ وعدم الراحة، فإن شرب كميات زائدة من الماء في وقت قصير يمكن أن يخفف تركيز أحماض المعدة، مما يؤثر على عملية الهضم، ويبطئ تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية.
الإفراط في شرب الماء قد يسبب انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، وهي حالة تُعرف باسم نقص صوديوم الدم (Hyponatremia)، وهذه الحالة قد تؤدي إلى أعراض مثل الصداع، الغثيان، والدوخة، وفي الحالات الشديدة قد تسبب تشنجات أو فقدان الوعي.
وظيفة الكلى هي التخلص من السوائل الزائدة، ولكن شرب كميات كبيرة من الماء في وقت قصير قد يسبب إرهاقًا لها، مما يؤدي إلى التبول المتكرر وخسارة بعض المعادن المهمة للجسم مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
أفضل طريقة لترطيب الجسم بعد الصيام هي توزيع شرب الماء على فترات منتظمة بدلاً من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة، وفقًا لتوصيات جمعية القلب الأمريكية (AHA)، ويُعتبر أفضل وقت لشرب الماء بعد الإفطار كما يلي:
عند الإفطار: تناول كوبا واحدا من الماء الفاتر قبل البدء بتناول الطعام.
بعد الإفطار بـ 30-60 دقيقة: تناول كوبا إلى كوبين من الماء لتعويض السوائل المفقودة.
بين الوجبات وحتى السحور: شرب الماء كل ساعة بمعدل كوب أو كوبين، للحفاظ على ترطيب الجسم بشكل متوازن دون إجهاد المعدة أو الكلى.
وفقًا لخبراء التغذية، فإن كمية الماء الموصى بها يوميًا تتراوح بين 2 إلى 3 لترات للشخص البالغ، أي ما يعادل 8 إلى 12 كوبًا من الماء يوميًا. هذه الكمية يمكن توزيعها كما يلي: