يعتاد الأشخاص طوال أيام السنة روتينًا معيّنًا في النوم والأكل والرياضة، ثم يأتي شهر رمضان ليغيّر هذه العادات كلّها.
فمن الأشخاص مَن يتأقلم مع هذا التغيير ويعتاده، بينما يستصعبه آخرون، فيشعرون ببعض الانزعاج، ويعانون مشاكل في النوم، وينتابهم صداع وأوجاع أخرى.
تتحدّث اختصاصية التغذية ورئيسة اللجنة الاجتماعية والعلاقات العامة والدولية والإعلام في نقابة اختصاصيي التغذية في لبنان، هند دخيل، لـ"النهار"، فتقول إنّه لا بدّ من تنظيم عادات تناول الطعام والنوم تدريجًا قبل حوالي أسبوعين من بدء شهر رمضان، عبر تقريب جميع هذه المواعيد إلى المواعيد التي ستحصل فيها في شهر رمضان.
وتفنّد النصائح الآتية، مشدّدة على أنّها لا تشمل الأشخاص المرضى، أو الذين يتّبعون علاجًا معينًا، أو السيدات الحوامل:
تقليل كمية الكافيين المتناوَلة قبل الصيام، سواء كانت في القهوة أم في المشروبات الغنية بالكافيين مثل المتة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية. هنا، لا نكتفي بتقليل الكمية فحسب إنما بتقليل تركيز هذه الموادّ بواسطة المياه مثلًا. ويمكن الاستعاضة عن القهوة العادية بالقهوة السريعة التحضير الخالية من الكافيين. هذه الإجراءات تساعد الشخص على عدم المعاناة من أعراض مزعجة جراء التوقّف المفاجئ لهذه الموادّ بسبب الصيام.
تعديل مستويات السكر في الدم عبر التقليل من تناول السكريات، والتركيز على تناول المأكولات ذات النشويات المركّبة، مع تحقيق التوازن في الوجبات واحتوائها على جميع المكونات الغذائية للمحافظة على مستوى السكر في الدم.
تناول وجبات صغيرة ومتعددة مثلًا كالفطور، ومن بعده سناك، والغداء ومن بعده سناك، والعشاء ومن بعده سناك؛ لأن الفطور سيصبح في شهر رمضان هو السحور، وسيكون الإفطار بمثابة الغداء، وسيكون هناك وجبة صغيرة قبل أن يخلد الشخص إلى النوم.
تقريب تناول الوجبات قبل الصيام إلى أوقات تناولها خلال الصيام، كمَن يقوم بالصيام المتقطع؛ لذلك يكون الاستيقاظ باكرًا، وتناول العشاء في وقت متأخّر، شبيهًا بنظام الصيام.
يجب أن يعتاد الجسم شرب المياه قبل فترة الصيام، خصوصًا في فترات بعد الظهر. وتُعتبر أيضًا من السوائل: اللبن، والشوربة. وللأشخاص الذين لا يحبّون شرب المياه فبإمكانهم أن يستعينوا بتطبيقات تذكّرهم بشرب المياه.
إذا كان الشخص معتادًا أن ينام باكرًا، فعليه أن يبدأ بتعويد جسمه على السّهر أكثر.
ممارسة الرياضة صباحًا تمنع الصائم من شرب المياه إذا عطش كثيرًا، في الوقت الذي يمنع عليه تناول السوائل أو الطعام إذا ما انخفض مستوى السكر في دمه. لذا، فأفضل وقت لمزاولة الرياضة عمومًا في رمضان هو قبل الإفطار مباشرة أو بعده. لذلك، يجب أن يبدأ هؤلاء الأشخاص بتغيير أوقات ممارسة الرياضة قبل رمضان في أوقات ما بعد الظهر أو ليلًا.
للأشخاص المدخّنين، عليهم أيضًا أن يبدأوا بتخفيف تدخين السجائر قبل شهر رمضان.
إن إعداد ذهنك لشهر رمضان مهم بقدر إعداد جسدك، فالصيام هو أكثر من مجرد الامتناع عن الطعام. ولأنه شهر التجديد الروحي، وضبط النفس، والاتصال الأعمق بالله، فإليك كيفية الاستعداد ذهنيًا وعاطفيًا للصيام: