نشرت صحيفة "الديلي ميل" تقريراً عن عالمة فيروسات كرواتية تدعى بياتا هالاسي، بعد أن أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية بتجربتها العلاجية الجريئة لسرطان الثدي.
فبعد أن فشلت العلاجات التقليدية في القضاء على المرض، قررت هالاسي اللجوء إلى علمها الواسع في الفيروسات لتطوير علاج شخصي مبتكر.
عندما تشخصت إصابة هالاسي بسرطان الثدي في مرحلة متقدمة، ركزت اهتمامها على العلاج الفيروسي الانحلالي للأورام (OVT).
هذا النوع من العلاج يستغل قدرة الفيروسات المعدلة وراثياً على استهداف وتدمير الخلايا السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا السليمة.
وصممت هالاسي مزيجاً فريداً من فيروس الحصبة وفيروس شبيه بالإنفلونزا، مستهدفة به مباشرة الخلايا السرطانية في ورمها.
وبعد حقن الفيروسات، بدأت الخلايا السرطانية بالانفجار؛ ما حفز جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية المتبقية.
على الرغم من المخاطر المحتملة، حقق العلاج نتائج واعدة. انكمش الورم بشكل ملحوظ؛ ما سهل إزالته جراحياً.
ومع ذلك، واجهت هالاسي صعوبة في نشر نتائج تجربتها، حيث رفضت العديد من المجلات الطبية نشرها لأسباب أخلاقية.
وعرفت الدكتورة بياتا، الباحثة المتخصصة في الأمراض المعدية، أن تجربتها العلاجية الذاتية تحمل مخاطر كبيرة؛ بما في ذلك خطر تكون جلطة دموية قاتلة في الرئتين أو رد فعل قاتل غير متوقع من الجسم. ومع ذلك، نجحت التجربة بشكل إعجازي، وهي الآن متعافية من السرطان منذ أربع سنوات.
وتمكّنت الباحثة، من نشر نتائج تجربتها في مجلة اللقاحات (Vaccines)؛ ما أثار ذلك قلق الخبراء الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى محاكاة غير محكومة لهذه الطريقة من قبل آخرين، دون إشراف طبي مناسب.
وكتبت هالاسي في مقالتها للمجلة "كانت نتائج العلاج غير التقليدي فعالة على المدى القصير والمتوسط، حيث لم تظهر أي سميّة كبيرة".
وعلى صعيد الموافقات التنظيمية، حصل نوع واحد فقط من العلاجات الفيروسية (OVT) على الموافقة لعلاج الورم الميلانيني النقيلي، بينما لم تتم الموافقة على استخدام هذا النوع من العلاج لسرطان الثدي. ورغم النجاح الذي حققته تجربتها، لم يُوَافَق على تطبيق علاجها على نطاق واسع.
ويقول أطباء الأورام وغيرهم من الباحثين إن هذا النهج خطير على غير المتخصصين المصابين بالسرطان، الذين قد يكونون أكثر ميلاً لتجربة علاج تجريبي.