مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، قد يشعر عشاق الجري بالتردد قبل الانطلاق في الهواء الطلق.
ومع ذلك، تؤكد الدكتورة جيسيكا تومازيك في عيادة كليفلاند، أن الجري في الطقس البارد ليس مستحيلًا، ولكنه يتطلب اتخاذ احتياطات ضرورية لضمان السلامة وتجنب الإصابات.
الدراسة التي قدمتها الدكتورة تومازيك، تناولت النصائح العملية والتوصيات للعدائين الذين يواجهون درجات حرارة متجمدة، مع تسليط الضوء على أهمية التحضير واختيار المعدات المناسبة.
الجري في الشتاء يعزز اللياقة القلبية والأوعية الدموية، ويساعد على حرق السعرات الحرارية، ولكنه قد يكون محفوفًا بالمخاطر إذا لم يتم التحضير بشكل صحيح.
ويسبب البرد انقباض الأوعية الدموية، ما يقلل من إمداد العضلات بالأكسجين والمواد المغذية، ما يزيد احتمالية الإصابة.
كما أن التنفس في الهواء البارد والجاف قد يؤدي إلى تهيج المجاري الهوائية، مسببًا الالتهاب وصعوبة التنفس.
الإصابات الشائعة تشمل تقلص العضلات، وقضمة الصقيع التي تؤدي في الحالات الشديدة إلى أضرار خطيرة قد تصل إلى البتر، بالإضافة إلى انخفاض حرارة الجسم، حيث تتسبب درجات الحرارة المنخفضة في هبوط كبير بدرجة حرارة الجسم.
أوصت الدكتورة تومازيك ببدء أي جلسة جري بعملية إحماء داخل المنزل لمدة خمس إلى عشر دقائق.
يمكن أن يتضمن ذلك الركض السريع حول غرفة المعيشة أو ممارسة اليوغا، ما يساعد على رفع درجة حرارة الجسم وتعزيز الدورة الدموية لتحضير العضلات لمواجهة البرد.
وأكدت الدراسة على أهمية ارتداء ثلاث طبقات على الأقل عند الجري في طقس أقل من درجة التجمد:
الطبقة الأولى: تعمل كطبقة أساسية لامتصاص العرق والحفاظ على جفاف الجسم.
الطبقة الثانية: تساعد على الاحتفاظ بالحرارة، ما يحافظ على دفء العضلات.
الطبقة الثالثة: توفر الحماية من العوامل الخارجية كالمطر، أو الرياح، أو الثلوج.
كما يُنصح بتغطية الأذنين باستخدام قبعة أو أغطية للأذنين، وارتداء قفازات لحماية اليدين من التشقق.
يفضل بعضهم ارتداء أقنعة الوجه للحفاظ على دفء الهواء الداخل للرئتين وتجنب البرودة الشديدة حول الوجه.
أشارت الدكتورة جيسيكا إلى حالتين ينبغي فيهما للعدائين الامتناع عن الجري في الهواء الطلق وهما، عند انخفاض الحرارة إلى أقل من -22.2 درجة مئوية، حيث تصبح الأنسجة عرضة للإصابة خلال 30 دقيقة.
وعندما يصدر تحذير من برودة الرياح، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تجميد الجلد في أقل من نصف ساعة.
ولتجنب الإصابات والسقوط، يوصى بالركض على أسطح جافة ومستقرة وتجنب المناطق المغطاة بالجليد، كما يجب الانتباه إلى التعرق، حيث يؤدي تبخر العرق في الطقس البارد إلى خفض درجة حرارة الجلد وزيادة خطر الإصابة بانخفاض حرارة الجسم.
مع توقع انخفاض درجات الحرارة في يناير/ كانون الثاني هذا العام، قد يضطر العديد من العدائين إلى إعادة النظر في خياراتهم، وربما اللجوء إلى أجهزة المشي للحفاظ على لياقتهم دون المخاطرة.
تذكر دائمًا أن الجري في الطقس البارد ليس مستحيلًا، ولكنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا وحذرًا. كما تقول الدكتورة تومازيك: لا يوجد شيء اسمه طقس سيئ، بل معدات سيئة.