تُعد حالات القمل في المدارس مشكلة شائعة تؤثر في الأطفال وعائلاتهم. تنتقل هذه الحشرات بسهولة من رأس إلى آخر بسبب قرب الأطفال من بعضهم، خاصة أثناء اللعب أو الأنشطة الجماعية.
السبب الرئيسي لانتشار القمل في المدارس هو الاتصال المباشر بين الأطفال. قد يعتقد البعض أن عدم النظافة هو السبب، لكن الحقيقة أن القمل يمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن مستوى النظافة.
عند معالجة القمل، قد يبقى بعض بيض القمل، المعروف بالصئبان في شعر الأطفال؛ ما يسمح للحشرات بالعودة مجددًا.
تتبع العديد من المدارس سياسات مرنة بشأن القمل. في السابق، كانت تُبعد الأطفال الذين لديهم قمل أو صئبان من المدرسة، لكن هذا أدى إلى غيابهم لفترات طويلة.
اليوم، يُسمح للأطفال بالبقاء في المدرسة حتى نهاية اليوم لتفادي الشعور بالحرج، ولكن هذا قد يزيد من انتشار القمل بين الزملاء.
يتحمل كل من الآباء والمدارس مسؤوليات مهمة في التعامل مع قمل الرأس. يجب على الآباء اتخاذ إجراءات فعالة، مثل استخدام علاجات مناسبة وإجراء فحوصات منتظمة لشعر الأطفال، مع ضرورة التحقق بعناية من وجود القمل والصئبان باستخدام مشط خاص.
وعند اكتشاف القمل، يجب معالجة جميع أفراد الأسرة لمنع الانتشار. من جهة أخرى، ينبغي على المدارس حماية الطلاب من القمل من خلال وضع سياسات واضحة بشأن العودة بعد العلاج وتوفير التوعية المناسبة للآباء حول كيفية التعرف على القمل والإجراءات اللازمة للتعامل معه.
تُعد حشرة القمل من الطفيليات التي تعيش على فروة الرأس وتستطيع البقاء حتى 35 يومًا. إليك بعض الإرشادات الفعالة للوقاية منها:
تجنب تبادل أدوات مثل المشط، وزينة الشعر، والقبعات، والمناشف، والسماعات؛ لأنها قد تنقل القمل بسهولة.
يُنصح بتفتيش الشعر وفروة الرأس كل ثلاثة أيام لمدة عشرة أيام بعد التعرض لشخص مصاب، وذلك للكشف المبكر عن أي إصابة.
يُفضل الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالقمل، خاصة أثناء الأنشطة الاجتماعية مثل اللعب أو الفعاليات المدرسية. يمكن استخدام رذاذ لتثبيت الشعر الطويل أو تسريحه لتقليل التلامس.
اغسل الملابس والشراشف على درجة حرارة تزيد عن 55 مئوية. للأغراض التي تلامس الشعر، يمكن نقعها في ماء ساخن أو استخدام محلول بيرميثرين أو الكحول.
يفضل تنظيف الأثاث والسجاد إذا لامسه شخص مصاب؛ لأن القمل يمكن أن يعيش يومين دون غذاء.
تحقق من نظافة الأدوات العامة قبل استخدامها، حيث تعتبر الأدوات البلاستيكية والخشبية أكثر أمانًا.
باتباع هذه الخطوات، يمكن تقليل خطر الإصابة بالقمل والحفاظ على صحة فروة الرأس.
يمكن علاج قمل الرأس باستخدام عدة طرق:
شامبو البيرمثرين (Nix): يُعتبر الخيار الأول لمكافحة القمل، وهو مركب كيميائي مستخرج من زهرة الأقحوان. ويجب اتباع التعليمات بدقة.
دهون الإيفيرمكتين (Sklice): تُستخدم على الشعر الجاف وتُشطف بعد 10 دقائق، ولا ينبغي تكرار العلاج دون استشارة الطبيب. مع العلم أنها قد تسبب تهيج العينين وجفاف الجلد.
في بعض المناطق، أصبح القمل مقاومًا للعلاجات المتاحة؛ ما قد يستدعي وصف علاجات وأدوية أخرى.
الإيفيرمكتين (Stromectol): يُؤخذ عن طريق الفم بجرعتين تفصل بينهما ثمانية أيام. يجب أن يكون وزن الأطفال 15 كجم على الأقل. وقد يسبب الغثيان أو القيء.
المالاثيون: يُستخدم موضعيًا، لكنه قابل للاشتعال. يجب على النساء الحوامل أو المرضعات استشارة الطبيب قبل الاستخدام، وليس موصى به للأطفال تحت سن عامين.
السبينوساد (Natroba): يوضع على الشعر الجاف ويشطف بعد 10 دقائق، وعادةً لا يحتاج لتكرار العلاج إلا بعد سبعة أيام إذا استمرت الإصابة. لا يُوصى به للأطفال تحت سن 4 سنوات.
يجب استشارة الطبيب عند عدم فعالية العلاجات أو عند ظهور آثار جانبية.
يمكن أن يكون القمل مصدر إزعاج كبير. لكن من خلال التعاون بين الآباء والمدارس واتباع إجراءات الوقاية والعلاج المناسبة، يمكن تقليل انتشار القمل وحماية صحة الأطفال في المدارس.