بينما نتسوق ونقوم باختيار الطازج من بين حبات التفاح معتقدين أنها مقطوفة حديثًا، لا نتوقع أن بعض التفاحات التي اخترناها قد يتجاوز عمر قطافها السنة!
فهل فكرت يومًا لماذا يحافظ التفاح على حيويته لمدة طويلة في ثلاجتك حتى لو نسيت وجوده؟
ولماذا ارتبط وجوده بقصص مهمة في تاريخ البشرية، كالخروج من الجنة واكتشاف الجاذبية ورمز التكنولوجيا.
حقائق صادمة عن التفاح
إليك حقائق ربما لم يُخبرك بها أحد عن التفاح:
موسم الحصاد وتخزين التفاح
في الولايات المتحدة، يتم حصاد التفاح مرة واحدة فقط في السنة، من أغسطس إلى نوفمبر. وبالتالي، إذا كنت تأكل تفاحة في فصل الشتاء أو الربيع، فمن المحتمل أنها قُطعت في الخريف السابق، وقد مضى عليها عشرة أشهر إذا كان تناولها في يوليو.
ولكن كيف يتم الحفاظ على هذه التفاحات لفترات طويلة؟
تعتمد طريقة تخزين التفاح على المدة التي يعتزم فيها المنتجون الاحتفاظ بها. تُخزن التفاحات التي ستُباع بحلول ديسمبر في برادات تتراوح درجات حرارتها بين 1 و4 درجات مئوية. أما التفاحات التي يُخطط لبيعها في وقت لاحق، فتُخزن في أجواء مُتحكم بها، تُعرف باسم "تخزين الأجواء المُتحكم بها"، حيث تُحفظ في درجات حرارة منخفضة مع مستويات أكسجين منخفضة للغاية، ما يؤدي إلى دخول التفاح في حالة من "السبات".
هذه العملية تساعد في إبطاء عملية النضوج، بحيث تبقى التفاحات صالحة لفترات أطول.
تفاح صالح للأكل بعد سنين!
قد تتساءل: هل يعني ذلك أن تناول تفاح قديم قد يضر بصحتي؟
وفقًا للخبراء، فإن هذه التفاحات ليست ضارة بأي شكل من الأشكال. رغم أن عملية التخزين في أجواء منخفضة الأكسجين قد تؤثر في حموضة التفاح، فإن الطعم والقيمة الغذائية تبقى سليمة.
كما أن التفاح يمكن أن يعيش لفترة طويلة، إذ هناك قصة شائعة متداولة عن العثور على تفاح محفوظ في قبو قديم يعود إلى عام 1910، لا يزال صالحًا للأكل.
آلاف الأصناف، بعضها قد ينقرض!
تتنوع أصناف التفاح بأكثر من 7500 نوع، يتم استنباتها لأغراض متعددة مثل الأكل الطازج والطهي والعصر، حيث يتمتع التفاح المخصص للعصر بنكهة لاذعة.
بينما تتميز الأصناف التجارية الحديثة بلونها الغني وسهولة نقلها وطول فترة تخزينها، كما تواجه الأصناف القديمة، تحديات تجارية رغم اعتقاد البعض أنها تتمتع بنكهة أفضل.
وهناك حملات تسعى لحماية هذه الأنواع الفريدة من الانقراض، بسبب رواج الأنواع التجارية فقط.
الأهمية الثقافية والتاريخية للتفاح
للتفاح قصص بقدم الزمن نفسه، وله وجود في كل عصر من تفاحة الخطيئة في عصر آدم، إلى تفاحة ستيف جوبز، له دلالات ثقافية وتاريخية عميقة أثرت في مسار البشرية.
تفاحة آدم
ترتبط هذه الفاكهة بخروج آدم وحواء من الجنة؛ ما جعلها رمزًا للبداية والنزول إلى الأرض.
التفاحة الذهبية
في الأسطورة الإغريقية، كانت هذه التفاحة سببًا في اندلاع حرب طروادة. إذ ألقت الإلهة إيزيس التفاحة مكتوبًا عليها "إلى الأجمل"، ما أدى إلى صراع بين الآلهة.
تفاحة نيوتن
سقطت التفاحة أمام العالِم إسحاق نيوتن، ما ألهمه ذلك لاكتشاف قانون الجاذبية، وهو اكتشاف غيّر فهم الإنسان للكون.
تفاحة وليام تيل
في القرن الرابع عشر، أُجبر وليام تيل على إصابة تفاحة فوق رأس ابنه، وهو ما أنقذه وألهم الثورة ضد الظلم.
تفاحة ستيف جوبز
تُعتبر شعار شركة "Apple" رمزًا لعصر التكنولوجيا الحديثة، إذ حققت نجاحًا كبيرًا وأثرت في حياة الملايين.
في الختام، يعتبر التفاح أحد أكثر الفواكه شعبية في العالم، ولكن وراء تلك القشرة اللامعة تكمن حقائق قد تكون مفاجِئة، تحمل في طياتها قصة من التاريخ والابتكار.
