يُعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد مشكلة صحية عالمية متزايدة، خاصة في الدول المتقدمة.
ويرجع ذلك إلى تغييرات في أنماطنا الغذائية، حيث يقلل الكثيرون من استهلاك اللحوم الحمراء الغنية بالحديد، ويزيدون من تناول البروتينات الخالية من الدهون.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الممارسات الزراعية الحديثة تؤدي إلى انخفاض مستوى الحديد في التربة، وبالتالي في الأطعمة النباتية.
وفقًا لدراسة نشرت العام 2021 في مجلة The Journal of Nutrition، يستهلك الأمريكيون حوالي 10% أقل من الحديد من الطعام، ويستهلك الذكور حوالي 7% أقل، مما يؤدي إلى ارتفاع مقلق في حالات النقص.
ويقول مؤلفو هذه الدراسة، إن هذا الاتجاه قد ينبع من الجهود المبذولة لتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء والمزيد من البروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج.
ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، تحتاج النساء قبل انقطاع الطمث إلى ضعف كمية الحديد التي يحتاجها الرجال بسبب فقدان الدم أثناء الحيض.
وتحتاج النساء الحوامل إلى أكثر من 50٪ من الحديد المعتاد لاستيعاب احتياجات الجنين النامي.
كما أن النباتيين لديهم أيضًا الخطر الأكبر للإصابة بـ IDA لأن النباتات تحتوي في الغالب على الحديد غير القابل للامتصاص بسهولة مثل النوع الموجود في اللحوم.
إليك 6 علامات قد تشير إلى أنك بحاجة إلى زيادة كمية الحديد في نظامك الغذائي حسب ما ورد في دروية Eating Well المعنية بالصحة:
يعد التعب أحد أكثر الأعراض شيوعًا لنقص الحديد الضروري لإنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم إلى خلايا الجسم.
فعندما يكون مستوى الحديد منخفضًا، لا تستطيع الخلايا الحصول على الأكسجين الكافي الذي تحتاجه للعمل بكفاءة، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا للإرهاق المستمر، اضطرابات النوم واضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم والاكتئاب والتوتر المفرط، وفقًا لمراجعة نشرت العام 2021 في Deutsches Ärzteblatt International.
ومع ذلك، إذا تغير مستوى الإرهاق لديك مؤخرًا، أو إذا كان مصحوبًا بأحد هذه الأعراض الأخرى، فقد تكون مستويات الحديد لديك منخفضة وتحتاج إلى الفحص.
قد تشعر ببرودة في يديك وقدميك بشكل متكرر، حتى في الأجواء الدافئة. وذلك لأن الحديد يلعب دورًا مهمًا في وظيفة الغدة الدرقية، التي تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم.
نقص الحديد يمكن أن يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى الشعور بالبرد.
وفقًا لدراسة Cureus لعام 2022. يؤدي نقص الحديد إلى إعاقة كفاءة الغدة الدرقية.
إذا كنت تجد صعوبة في التنفس، حتى أثناء ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، فقد يكون ذلك علامة على نقص الحديد.
وكما ذكرنا سابقًا، الحديد ضروري لنقل الأكسجين في الدم. عندما يكون مستوى الحديد منخفضًا، لا يستطيع الجسم الحصول على الأكسجين الكافي الذي يحتاجه، ما يؤدي إلى ضيق التنفس.
الحديد ضروري لإنتاج الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين اللتين تلعبا دورًا مهمًا في تنظيم المزاج.
نقص الحديد يمكن أن يؤثر على مستويات هذه الناقلات العصبية، ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، والشعور بالانفعال والعصبية.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث حول الموضوع، فقد وجد علماء أن المراهقين الذين يعانون من نقص الحديد أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يتعاملون بانفعالية أكبر مقارنة بأقرانهم الأصحاء، وفقًا لدراسة نشرت العام 2020 في مجلة طب الدم والأورام السرطانية للأطفال.
إذا لاحظت زيادة في تساقط الشعر، فقد يكون ذلك علامة على نقص الحديد. فالحديد ضروري لنمو الشعر الصحي، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.
إذا كنت تفقد حوالي 50 إلى 100 شعرة يوميًا، فأنت على ما يرام، ولكن أي شيء يتجاوز ذلك قد يكون إشارة تحذير لنقص الحديد، وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية. ووفقًا لدراسة نشرت العام 2022 في Skin Appendage Disorders.
الأمراض التي تسبب التهابًا في الأمعاء، مثل مرض القولون التقرحي، يمكن أن تمنع الجسم من امتصاص الحديد بشكل جيد. هذا الالتهاب يزيد من إنتاج مادة تمنع امتصاص الحديد، ما قد يؤدي إلى نقص فيه.
ويشجع الالتهاب المزمن على الإفراط في إنتاج مركب يسمى الهيبسيدين. عند مستويات "صحية"، يساعد الهيبسيدين جسمك على الحفاظ على مستوى مناسب من الحديد، وفقًا لمراجعة Clinica Chimica Acta لعام 2021.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الكثير من الهيبسيدين إلى نقص الحديد. لذلك إذا كنت تعاني من مرض التهاب الأمعاء عليك بمراجعة الطبيب.