يعرف مستخدمو العدسات اللاصقة الصعوبات التي قد تواجههم أثناء السفر أو قضاء ليلة خارج المنزل، لكن هناك موقفًا قد يُعرضهم لخطر صحي كبير لا يتوقعونه أحيانًا: السباحة أثناء ارتداء العدسات اللاصقة.
فوفقًا لتحذيرات متكررة من أطباء العيون، فإن ارتداء العدسات اللاصقة في المسابح أو أثناء السباحة في البحر أو حتى الجاكوزي، قد يكون أكثر ضررًا مما نتصور، بل قد يُهدد سلامة العينين بشكل جاد.
أوضح الدكتور جيمس كيلي، مؤسس مركز "كيلي فيجن"، في حديثه لموقع هافينغتون بوست أن المياه سواء كانت من مسبح، محيط، بحيرة، أو حتى حوض استحمام ساخن - تحتوي على بكتيريا وطفيليات وفطريات، يمكنها أن تعلق بالعدسات اللاصقة وتحتك مباشرة بسطح العين. وهذا ما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات خطيرة، أبرزها التهاب القرنية الشوكميبي، وهي عدوى نادرة ولكنها شديدة العدوانية، قد تؤدي إلى ألم حاد، تقرحات في القرنية، وحتى فقدان البصر بشكل دائم.
يشبّه الدكتور توماس جيه، أخصائي البصريات، العدسات اللاصقة بـ"الإسفنجة" التي تمتص الميكروبات والمواد الكيميائية من الماء وتحتفظ بها على سطح العين.
وأضاف: يمكن أن تسبب العدسات اللاصقة ومنظفاتها تآكلات صغيرة على سطح العين؛ ما يسمح للكائنات الحية الدقيقة باختراق سطح العين والتسلل إلى القرنية بسهولة أكبر وإحداث التهابات مؤلمة.
وشدد توماس جه على أنه أثناء السباحة أو الاستحمام، يمكن لهذه الكائنات الحية الدقيقة أن تلتصق بعدساتك اللاصقة.
وتابع: يمكنها بعد ذلك إصابة القرنية (الغشاء الشفاف في الجزء الأمامي من العين) وتسبب قرحة، وهي عدوى خطيرة في العين يمكن أن تؤدي إلى ندبة أو حتى ثقب مقلة العين.
إن التفكير في الإصابة بعدوى مؤلمة قد تؤدي إلى العمى أمر سيئ بما فيه الكفاية، ولكن ما يجعل حالة مثل التهاب القرنية بسبب الأميبا أسوأ هو مدى صعوبة تشخيصها وعلاجها.
تُحذر الدكتورة ماساكو تشين من مستشفى نيويورك للعيون والأذن، من صعوبة تشخيص عدوى الأميبا في مراحلها المبكرة، إذ تتشابه أعراضها مع حالات أخرى شائعة؛ ما يجعل المرضى يصلون إلى الطبيب في وقت متأخر بعد فوات الأوان. وفي حالات متقدمة، قد يحتاج المصاب إلى عملية زراعة قرنية، وربما عمليات لاحقة لإنقاذ البصر.
وأضافت: يجب العثور على أخصائي قرنية مُلِمٍّ بهذا المرض، وهو أمر قد يكون صعبًا حتى في المدن الكبرى، وأكثر صعوبة في المناطق الريفية.
وأشارت إلى أنه إذا أصبحت العدوى سيئة للغاية، فقد يتعين عليهم إجراء عملية زرع القرنية لاستبدال القرنية بأكملها، ثم إجراء عمليات جراحية أخرى متابعة بعد ذلك.
وبالإضافة إلى هذه التحديات اللوجستية، قال الخبراء والمرضى إن التهاب القرنية الناتج عن الأميبا الشوكية هو أحد أكثر أمراض العيون إيلامًا التي يمكنك تجربتها.
تُشير الدكتورة إيلا فاكتوروفيتش، مؤسسة معهد "باسيفيك فيجن"، إلى أن الماء قد يؤدي إلى تورم العدسات اللينة، ويُغير من شكلها؛ ما يجعلها تلتصق بالعين وتتسبب في خدوش وتهيج في القرنية.
وتوضح أن العدسات اللاصقة تستقر على الغشاء الدمعي، وهو طبقة رقيقة تغطي سطح العين. وعند تعرضها لماء مختلف في تركيزه الملحي، يتغير شكل العدسة ولا تعود ملائمة للعين كما يجب.
ويؤكد الخبير ستوكرمانز أن الماء المكلور أو مياه البحر قد يتسببان في تشوّه العدسة؛ ما يُسبب عدم ملاءمتها للعين، ويؤدي إلى شعور بعدم الراحة، وربما مضاعفات خطيرة.
ليست البكتيريا وحدها هي المشكلة، بل إن المطهرات مثل الكلور والبروم الموجودة في مياه المسابح، يمكن أن تتسرب إلى العدسة وتُسبب تهيجًا في العين، يظهر على شكل احمرار، حرقة، وضبابية في الرؤية.