قد يعطيك رشّ العطر شعورًا جيدًا على المدى القصير، لكن الأطباء يحذّرون من أن أحد المكونات الخفية في العطر المفضل لديك قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بدءًا من مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وحتى مشاكل هرمونية يمكن أن تؤثر على الخصوبة.
العطور.. قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة
يشرح الأطباء بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك بوست، أن الفثالات هي مكون شائع في مستحضرات التجميل؛ بالإضافة إلى العطور، يمكن العثور عليها في طلاء الأظافر، ورذاذ الشعر، والشامبو، وغسول الجسم، ومضادات التعرق، وغسول اليدين.
ويستخدم ثنائي بوتيل الفثالات (DBP)، وهو مركب عضوي زيتي القوام، لتوفير المرونة إلى البلاستيك، وقد تم استخدامه في طلاء الأظافر لمنعه من التشقق. فيما يستخدم فثالات ثنائي الميثيل (DMP)، وهو سائل عديم اللون قابل للذوبان في المذيبات العضوية، بشكل شائع في العطور لدمج الروائح المختلفة.
ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لا يتم استخدام DBP و DMP على نطاق واسع في هذه الأيام، ولكن يستخدم الفثالات ثنائي إيثيل (DEP) - والذي يستخدم في العطور لدمج روائح مختلفة معًا - ويعتقد الخبراء أن الابتعاد عنه هو أفضل مسار للعمل من أجل الصحة.
لماذا يجب أن يشعر الناس بالقلق؟
أظهرت العديد من الدراسات ارتباط الفثالات بمختلف المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والبدانة ومقاومة الأنسولين والسكري.
وربطت دراسة أجريت، العام 2020، بين الفثالات في الجسم ومشاكل السلوك المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) لدى المراهقين، وتفيد عيادة كليفلاند بأنها قد تؤدي إلى الحساسية والربو أيضًا.
ويعتقد الخبراء أيضًا أنها من المواد المسببة لاضطراب الغدد الصماء. بناءً على الأبحاث الحديثة، وقد يكون للفثالات تأثير على الخصوبة لدى كلا الجنسين، وتعطيل تطور الأعضاء التناسلية، والتسبب في مشاكل أثناء الحمل والولادة.
وقالت الدكتورة لورا شاهين، أخصائية الغدد الصماء التناسلية في PNWF في سياتل، لصحيفة "نيويورك بوست": "الفثالات هي مواد تعطل الغدد الصماء، والتي يمكن أن تتداخل مع الوظيفة الهرمونية والخلية داخل الجهاز التناسلي. وقد ربطت الأبحاث بين مستويات الفثالات العالية، وزيادة خطر العقم، وسوء نوعية الحيوانات المنوية، وسوء نوعية البويضات، والإجهاض".
وحذرت لورا، النساء من أن الفثالات مرتبطة أيضًا باضطراب الدورة الشهرية، وخلل التبويض، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم. يمكن أن يؤدي التعرض أيضًا إلى دخول الفتيات إلى سن البلوغ في سن مبكرة، وفقًا لأبحاث أجرتها جامعة كاليفورنيا، بركلي، العام 2018.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب هذه المادة الموجودة في بعض العطور مشاكل مماثلة للرجال، إذا اكتشفت دراسة أجريت العام 2002 في جامعة هارفارد أن الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من التعرض للفثالات ارتبطوا بزيادة تلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية.
وأشارت لورا، التي تقدم بودكاست الخصوبة "Baby or Bust"، أيضًا إلى دراسات تظهر ارتباطات بين الفثالات والإجهاض والولادة المبكرة.
هل يوجد بالفعل ما يكفي في العطر ليكون ضارًا؟
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لا يوجد - لكن بعض الخبراء يختلفون.
حيث نشرت لجنة الخبراء الاستشارية لمراجعة مكونات مستحضرات التجميل تقريرًا، في العام 2002، قالت فيه إن الفثالات آمنة في منتجات التجميل، مدعية أن مستوى التعرض ليس مرتفعًا بما يكفي ليكون ضارًا.
وفي العام السابق، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض تقريرًا خاصًا بها خلص إلى أنه لا يوجد ارتباط بين الفثالات في منتجات التجميل ومخاطر صحية. لكن لورا قالت إن العملاء يجب أن يكونوا حذرين.
