يعد سرطان المبيض أحد أكثر أنواع السرطان التي تصيب النساء؛ إذ يحتل المرتبة الثامنة في قائمة الأكثر شيوعًا بين النساء، والسرطان الثامن عشر الأكثر شيوعًا بشكل عام.
وذكر الصندوق العالمي لأبحاث السرطان الدولي أنه تم تسجيل أكثر من 313 ألف حالة جديدة لسرطان المبيض في عام 2020، فيما قدرت جمعية السرطان الأمريكية إصابة 19680 امرأة بالمرض في 2024.
وسرطان المبيض هو مجموعة من الأمراض التي تنشأ في المبيضين، أو في المناطق المرتبطة بقناتي فالوب والغشاء البريتوني، وغالبا ما يؤثر في النساء فوق سن الخمسين، وإن كان لا يزال بإمكانه إصابة أية امرأة في أي عمر.
وبسبب أعراضه الغامضة وتشخيصه في مرحلة متأخرة في كثير من الأحيان، يظل سرطان المبيض أحد أكثر أنواع السرطان صعوبة في التشخيص والعلاج عالميا، كما يعد معدل بقاء مريضاته على قيد الحياة ضعيفا.
رأى موقع Cancer Council أنه في كثير من الأحيان لا تظهر علامات سرطان المبيض، لكن بشكل عام تتضمن أعراضه ما يلي:
بينما رأت جمعية السرطان الكندية أن إفرازات سرطان المبيض من ضمن علامات المرض، وشرحت: "تشمل أعراض سرطان المبيض خروج إفرازات متكررة من المهبل تكون شفافة أو بيضاء أو ملونة بالدم".
وأوضحت أن حدوث نزيف غير طبيعي من المهبل من ضمن الأعراض أيضا، ويشمل: النزيف الشديد أو غير المنتظم، والنزيف بين الدورات الشهرية، خاصة بعد انقطاع الطمث.
وفقا لموقع clevelandclinic، فإن السبب الدقيق لسرطان المبيض غير معروف بعد، لكن بعض النساء لديهن خطر أعلى قليلاً للإصابة بالمرض.
وتشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان المبيض ما يلي:
وذكر موقع cancer.org.au أن هناك علاقة بين سرطان المبيض والدورة الشهرية، معتبرا أن بداية الدورة الشهرية المبكرة (قبل 12 عامًا) وانقطاع الطمث المتأخر هما من أسباب الإصابة بالمرض.
إحدى الأدوات المستخدمة لاكتشاف سرطان المبيض هو السونار (المسح بالموجات فوق الصوتية)، إذ يعتمد على موجات صوتية عالية التردد لإنشاء صورة لجزء من الجسم، وبالتالي يمكنه إظهار المبيضين والرحم والهياكل المحيطة بهما، ويفيد في تحديد وجود ورم من عدمه.
واعتبر موقع cancerresearchuk أن الأطباء قد يخضعون النساء اللاتي يشكون في إصابتهن بالمرض للمسح بالموجات فوق الصوتية للمساعدة على تشخيص سرطان المبيض.
ولإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للمبيضين، يقوم طبيبك أو أخصائي الأشعة بتحريك مسبار على الجزء السفلي من بطنك، وقد يجري فحصا بالموجات فوق الصوتية المهبلية الداخلية، ويسمى هذا الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
كشف تحالف أبحاث سرطان المبيض، عبر موقعه الرسمي، أنه بالنسبة لجميع أنواع سرطان المبيض مجتمعة، يعيش نحو 78٪ من المصابات بسرطان المبيض لمدة سنة واحدة على الأقل بعد التشخيص.
وأضاف: "يعيش أكثر من 60% من المرضى لمدة 3 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم، وأكثر من 50% من مرضى سرطان المبيض يظلون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات على الأقل بعد التشخيص".
واعتبر أن معظم النساء المصابات بسرطان المبيض في المرحلة الأولى يحصلن على تشخيص ممتاز، إذ يبلغ متوسط معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات 93٪، مشيرا إلى أنه يتم تحديد معدلات البقاء على قيد الحياة أيضًا حسب نوع سرطان المبيض.
من أجل تخطيط العلاج والتنبؤ بالتشخيص، يحدد الطبيب مرحلة السرطان لدى الشخص باستخدام نتائج الاختبارات التشخيصية، وفحوصات التصوير، والعينات المأخوذة من الجراحة.
وبناءً على هذه المعلومات، يحدد الأطباء مرحلة شاملة من 1 إلى 4، مقسمة إلى مراحل فرعية من A أو A1 أو A2 أو B أو C، وبشكل عام تعني المرحلة الأدنى أن السرطان أكثر تحديدًا، في حين أن الرقم الأعلى يعني أن السرطان قد انتشر.
وتتضمن المراحل، وفقا لموقع تحالف أبحاث سرطان المبيض، ما يلي:
المرحلة الأولى: يقتصر السرطان على المبيض أو المبيضين، أو قناتي فالوب.
المرحلة 1أ: يكون السرطان في مبيض واحد فقط، ويقتصر على المبيض، أو يكون السرطان في قناة فالوب واحدة فقط، ويقتصر على قناة فالوب.
المرحلة 1 ب: يوجد السرطان في كلا المبيضين أو قناتي فالوب ولكنه غير موجود على الأسطح الخارجية.
المرحلة 1ج: يكون السرطان في أحد المبيضين أو قناتي فالوب أو كليهما، أو وجود سرطان على السطح الخارجي للمبيض أو قناة فالوب أو وجود السرطان في السوائل (حالة تسمى الاستسقاء) أو الغسل من البطن أو الحوض.
المرحلة الثانية: يكون السرطان في أحد المبيضين أو في قناة فالوب أو كليهما، ثم ينتشر إلى أعضاء أخرى داخل الحوض.
المرحلة 2 أ: انتشر السرطان إلى الرحم أو داخله.
المرحلة 2 ب: يوجد السرطان في مواقع أخرى في الحوض، ولكن ليس خارج الحوض.
المرحلة الثالثة: تعني أن السرطان موجود في أحد المبيضين أو كليهما وانتشر خارج الحوض إلى أجزاء أخرى من البطن أو الغدد الليمفاوية القريبة، وتعد هذه من مراحل سرطان المبيض المتقدم.
المرحلة 3A1: يشمل السرطان المبيضين وقناتي فالوب، أو قد يكون سرطان الصفاق الأولي الذي يشمل العقد الليمفاوية الحوضية أو المجاورة للأبهر من دون أن ينتشر إلى مواقع أخرى في البطن أو الحوض.
المرحلة 3A2: يكون السرطان في أحد المبيضين أو قناتي فالوب أو كليهما، أو هو سرطان الصفاق الأولي، مع وجود دليل على وجود غرسات مجهرية خارج منطقة الحوض، وقد ينتشر السرطان أيضًا إلى العقد الليمفاوية الحوضية أو المجاورة للأبهر.
المرحلة 3 ب: يكون السرطان في أحد المبيضين أو قناتي فالوب أو كليهما، أو هو سرطان الصفاق الأولي، وقد انتشر بشكل واضح إلى الأعضاء خارج منطقة الحوض، لكن رواسب السرطان لا يزيد حجمها على 2 سم. قد ينتشر السرطان أيضًا إلى العقد الليمفاوية الحوضية أو المجاورة للأبهر.
المرحلة 3ج: يكون السرطان في أحد المبيضين أو قناتي فالوب أو كليهما، أو هو سرطان الصفاق الأولي، وقد انتشر بشكل واضح إلى الأعضاء خارج منطقة الحوض مع ترسبات أكبر من 2 سم. قد ينتشر السرطان أيضًا إلى العقد الليمفاوية الحوضية أو المجاورة للأبهر، أو إلى سطح الكبد أو الطحال.
المرحلة الرابعة: عندما يتم تشخيص إصابة شخص ما بسرطان المبيض في المرحلة الرابعة، يكون السرطان قد انتشر إلى الرئتين أو إلى الجزء الداخلي من الكبد، أو إلى مواقع بعيدة أخرى.
المرحلة 4 أ: توجد الخلايا السرطانية في السائل المحيط بالرئتين (تسمى هذه الحالة بالانصباب الجنبي الخبيث)، ولكنها لم تنتشر إلى مناطق أخرى مثل الطحال أو الكبد أو العقد الليمفاوية غير الموجودة في البطن.
المرحلة 4 ب: يظهر السرطان داخل الطحال أو الكبد، وفي العقد الليمفاوية خارج البطن أو الحوض، و/أو في مواقع أخرى خارج التجويف البريتوني.
أجريت الكثير من الأبحاث لتطوير اختبار فحص سرطان المبيض، لكن لم يكن هناك الكثير من النجاح حتى الآن، والاختباران المستخدمان في أغلب الأحيان إضافة إلى فحص الحوض الكامل) للكشف عن سرطان المبيض، هما: الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (TVUS)، واختبار الدم CA-125.
ووفقا للجمعية الأمريكية للسرطان، فإن TVUS (الموجات فوق الصوتية عبر المهبل) هو اختبار يستخدم الموجات الصوتية لفحص الرحم وقناتي فالوب والمبيضين عن طريق وضع عصا الموجات فوق الصوتية في المهبل، ورغم أنه يساعد على العثور على كتلة (ورم) في المبيض، إلا أنه لا يمكن تحديد ما إذا كانت الكتلة سرطانية أم حميدة.
بينما يقيس اختبار الدم CA-125 كمية البروتين المسمى CA-125 في الدم، إذ إن العديد من النساء المصابات بسرطان المبيض لديهن مستويات عالية من CA-125، ويمكن أن يكون هذا الاختبار مفيدًا كعلامة للورم للمساعدة على توجيه العلاج لدى النساء المعروف إصابتهن بسرطان المبيض، لأن المستوى المرتفع غالبًا ما ينخفض إذا كان العلاج ناجحًا.
من الضروري لأي سيدة، أيا كان عمرها، أن تحدد موعدا مع مختص في أقرب وقت حال ظهور بعض علامات سرطان المبيض عليها.
ووفقا لموقع "Clevelandclinic"، تتضمن تلك العلامات التي تعد مؤشرا أوليا على الإصابة بسرطان المبيض ما يلي:
- كتل غير عادية أثناء فحص الحوض الروتيني
- ألم في البطن
- انتفاخ في البطن
قد يؤثر علاج سرطان المبيض على المبيضين، فإذا كانت المريضة لم يسبق لها الإنجاب، فإن هذا يجعل التعامل مع سرطان المبيض أكثر صعوبة.
ووفقا لموقع "Target Ovarian Cancer"، فإن علاج سرطان المبيض قد يعني إزالة كل من المبيضين أو قناتي فالوب والرحم، ما يعني أن الناجية من الورم لن تكون قادرة على الحمل بشكل طبيعي.
لكن لحسن الحظ، إذا تم تشخيص السرطان مبكرًا، ولم يتأثر سوى مبيض واحد، فقد يكون من الممكن الحفاظ على الرحم والمبيض غير المصاب، ما يعني القدرة على الإنجاب في المستقبل.
من الشائع حدوث آثار جانبية لعلاج السرطان أيا كان نوعه، خصوصا عند تجربة العلاج الكيميائي (الكيماوي)، لذا من المهم متابعة الناجيات مع الطبيب المعالج باستمرار حال شعورها بأي مستجدات بعد تلقي العلاج.
وذكر موقع ocrahope أن بعض أدوية العلاج الكيميائي التي تتلقاها مريضات سرطان المبيض تسبب اعتلال الأعصاب المحيطية، ما يعني زيادة في الخدر الناجم عن تلف الأعصاب التي تنقل الإشارات بين الأطراف والجهاز العصبي المركزي، وغالبًا ما يسبب هذا الضرر للأعصاب إحساسًا بالوخز أو فقدان السيطرة في اليدين أو القدمين.
ونصح الموقع باتباع أي من هذه التقنيات الشائعة أو الأدوية لتخفيف حدة آثار العلاج وأبرزها:
- الوخز بالإبر
- التدليك والعلاج الطبيعي
- ممارسة الرياضة، مثل المشي أو اليوغا
- التأمل أو التدريب على الاسترخاء حال الإصابة بالقلق قبل جلسات الكيماوي.
- تناول الأدوية، خصوصا فيتامين ب أو حمض ألفا ليبويك
- ارتداء القفازات والجوارب الثلجية أثناء علاجات التاكسان (أحد أدوية العلاج الكيميائي)
لم تعد الجراحة والعلاج الكيميائي الخيارين الوحيدين لعلاج سرطان المبيض. تستخدم العلاجات المستهدفة الأدوية لاستهداف الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وتشمل هذه الأجسام المضادة وحيدة النسيلة ومثبطات بوليميريز بولي (ADP-ribose) أو PARP، وفقا لموقع Mayo Clinic Comprehensive Cancer Center Blog.
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة
هي جزيئات تم تصميمها في المختبر للعثور على بروتينات محددة مرتبطة بالخلايا السرطانية والارتباط بها، منها بيفاسيزوماب وهو جسم مضاد وحيد النسيلة يستخدم مع العلاج الكيميائي لعلاج تكرار سرطان المبيض عن طريق منع نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تحتاجها الأورام للنمو.
- مثبطات PARP
هي أدوية تمنع إصلاح الحمض النووي ما قد يتسبب بموت الخلايا السرطانية، ويعد أولاباريب مثالا على مثبط PARP المستخدم لمنع تكرار المرض لدى الأشخاص المصابين بسرطان المبيض والذين تحتوي أورامهم على طفرات جينية BRCA1 أو BRCA2.
قال موقع Cancer Council إن علاج سرطان المبيض يعتمد على مدى انتشار المرض، فإذا كان الورم موضعيا استخدمت الجراحة علاجا رئيسيا، أما إذا انتشر السرطان تتم محاولة إزالة أكبر قدر ممكن.
ويستخدم العلاج الكيميائي والأدوية المضادة للسرطان لتدمير الخلايا السرطانية، إذ تخضع معظم النساء للعلاج الكيميائي بعد الجراحة (العلاج الكيميائي المساعد) لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.
أيضا قد تخضع بعض النساء للعلاج الكيميائي قبل الجراحة (العلاج الكيميائي المساعد الجديد) بهدف تقليص الأورام وتسهيل إزالتها، لكن إذا لم تكن بصحة جيدة بما يكفي لإجراء عملية جراحية، فقد يوصى بالعلاج الكيميائي باعتباره العلاج الرئيسي.
ويُعطى العلاج الكيميائي عادة كمزيج من دواءين أو في بعض الأحيان كدواء واحد، يتم توصيله كسائل في الوريد، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج الحوض أو مواقع السرطان الأخرى التي انتشرت، ويمكن استخدامه بمفرده أو بعد العلاج الكيميائي.
قالت الجمعية الأمريكية للسرطان إن لدى معظم النساء عامل خطر واحدا أو أكثر للإصابة بسرطان المبيض، لكن معظم العوامل المشتركة تزيد من خطر إصابتك بشكل طفيف فقط، لذا فهي تفسر بشكل جزئي فقط مدى تكرار المرض.
وقدمت American Cancer Society بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من سرطان المبيض، أبرزها:
- الحفاظ على وزن صحي وتناول الأطعمة المفيدة
- عدم تناول العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الطمث
- استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم
- استئصال الرحم حال وجود سبب طبي وجيه أو تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان المبيض أو الثدي